الأربعاء 3 سبتمبر 2025 08:24 مـ 11 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”إسرائيل” تحذّر الأمم المتحدة من الحوثيين: هذا ليس صراعاً محلياً، بل حرب إقليمية بدعم إيراني!

الأربعاء 3 سبتمبر 2025 09:18 مـ 11 ربيع أول 1447 هـ
حوثيون
حوثيون

في تصعيد خطير يُعدّ من أخطر الاعتداءات على المبادئ الإنسانية، كشفت صحيفة الجيروزاليم بوست أن جماعة الحوثي شنّت مداهمات على مقار تابعة للأمم المتحدة في صنعاء، واحتجزت ما لا يقل عن 11 موظفاً من وكالات حيوية، تشمل برنامج الأغذية العالمي (WFP)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، واليونيسف (UNICEF).

216.73.216.131

وصفت الصحيفة هذا الحدث بـ"الانتهاك الصارخ للقانون الدولي"، مؤكدة أنه "لا يمكن تبريره بأي سياق سياسي أو أمني".

"المنظمات الإنسانية ليست أهدافاً، بل هي خط الحياة الوحيد لملايين اليمنيين. استهدافها هو استهداف مباشر للإنسانية نفسها" — تقول الافتتاحية.

هذا الحادث، بحسب التقرير، يُظهر بوضوح "هشاشة الرهانات على الدور الوسيط للأمم المتحدة في اليمن"، خاصة مع تصاعد وتيرة الانتهاكات ضد العاملين في الإغاثة.

اليمن: 11 عاماً من الدمار.. و350 ألف قتيل في صمت عالمي

يدخل الصراع في اليمن عامه الحادي عشر، فيما لا يزال المجتمع الدولي يراقب بحيرة أو تردّد. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، أسفر النزاع عن مقتل أكثر من 350 ألف شخص، ثلثهم من الأطفال، جراء القصف، والجوع، وانعدام الرعاية الصحية.

"أكثر من 2.2 مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية الحاد"، وفقاً لليونيسف.

رغم هذه الأرقام المروّعة، تتساءل الجيروزاليم بوست: أين الضغط الدولي الحقيقي؟
وتشير إلى تحذير المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من أن اليمن "لا يحتمل أن يتحول إلى ساحة لصراع جيوسياسي أوسع"، لكنها تضيف: "السؤال الأهم: هل هناك من يفهم طبيعة هذا الصراع حقاً؟"

إيران في قلب الأزمة: دعم عسكري وتمويلي يمتد من صنعاء إلى غزة

لا ترى الصحيفة في التحركات الحوثية مجرد "تمرد محلي"، بل جزءاً من شبكة إقليمية تديرها طهران. وتربط الافتتاحية بوضوح بين الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، والصواريخ التي تُطلق على إسرائيل، ودور إيران في دعم الجماعات المسلحة عبر الشرق الأوسط.

"الدعم العسكري والتمويلي الذي تقدمه طهران لوكلائها — من اليمن إلى غزة وليبيا — هو الوقود الذي يُغذي هذه النزاعات".

وتشير الصحيفة إلى أن الهجمات الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن أدت إلى:

  • تعطيل آلاف الشحنات العالمية
  • ارتفاع تكاليف الشحن بنسبة تجاوزت 300% في بعض المسارات
  • تحويل مسارات السفن الكبرى نحو رأس الرجاء الصالح، مما يُطيل مدة الرحلات ويُثقل كاهل الاقتصاد العالمي

هجمات على إسرائيل من دولة لا حدود لها معها: هل نحن أمام "إرهاب عابر للحدود"؟

في تطور خطير، كثّف الحوثيون هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة على الأراضي الإسرائيلية، رغم أن ليست بينهم وبين إسرائيل أي حدود مشتركة، ولا حرب رسمية قائمة.

وصفت الجيروزاليم بوست هذه الهجمات بـ"الإرهاب الخالص"، مؤكدة أنها "لا تخدم القضية الفلسطينية، بل تُستخدم كأداة ضغط إيرانية ضمن استراتيجية إقليمية أوسع".

الأمر الذي دفع إسرائيل إلى شن ضربات جوية دقيقة، أسفرت عن مقتل قيادات حوثية بارزة، بمن فيهم رئيس حكومة الجماعة.

واعتبرت الصحيفة هذه الضربات "رداً ضرورياً" على تهديدات متصاعدة تهدد الأمن القومي الإسرائيلي والتجارة العالمية على حد سواء.

تحذير نهائي: "الأمم المتحدة لم تعد تملك رفاهية الصمت"

في ختام افتتاحيتها، وجهت الجيروزاليم بوست تحذيراً شديد اللهجة إلى الأمم المتحدة:

"بعد استهداف موظفيها، لم تعد تملك رفاهية الصمت".

وأضافت الصحيفة -بحسب وصفها-: "التجربة الإسرائيلية مع أسر الرهائن — حيث عاشت عائلات أكثر من 200 مختطف جحيمًا لأكثر من 700 يوم — يجب أن تكون عبرة. إذا لم تتصرف الأمم المتحدة الآن، فقد تواجه عائلات موظفيها نفس المعاناة".

موضوعات متعلقة