الخميس 17 يوليو 2025 10:08 مـ 22 محرّم 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

كيف غيّرت التكنولوجيا أسلوب الحياة اليومية في الكويت؟

الخميس 17 يوليو 2025 11:13 صـ 22 محرّم 1447 هـ

شهدت الكويت في السنوات الأخيرة قفزات نوعية في مجال التكنولوجيا والتحول الرقمي، الأمر الذي انعكس بشكل واضح على تفاصيل الحياة اليومية للمواطن والمقيم. من الخدمات الحكومية الإلكترونية إلى الترفيه الذكي والتعليم عن بُعد، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من الحياة المعاصرة، وبدأت تعيد تشكيل عادات الناس وتوقعاتهم.

تطور الخدمات الرقمية في الكويت

مع إطلاق رؤية الكويت 2035، وضعت الحكومة نصب أعينها تطوير البنية التحتية الرقمية والاعتماد على التقنيات الحديثة في تقديم الخدمات. اليوم، يمكن لأي شخص في الكويت دفع فواتير الكهرباء، تجديد الإقامة، أو حجز موعد طبي عبر تطبيق واحد فقط على الهاتف المحمول. هذا التحول لم يسهّل الحياة فقط، بل جعلها أكثر سرعة وفعالية.

ويُعتبر تطبيق "سهل" من أبرز المبادرات الرقمية الحكومية، حيث يُتيح الوصول إلى عشرات الخدمات في قطاعات متعددة دون الحاجة إلى زيارة مراكز الخدمة التقليدية. وقد ساهم ذلك في تقليل الازدحام، وتوفير الوقت والموارد على الأفراد والدولة على حد سواء.

التعليم والعمل من بُعد: نمط حياة جديد

أثبتت الجائحة أن القدرة على التكيّف مع التكنولوجيا لم تعد ترفًا بل ضرورة. في الكويت، أصبح التعليم الرقمي خيارًا معتمدًا في كثير من المدارس والجامعات، بينما تبنّت العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة سياسات العمل الهجين أو الكامل عن بُعد.

وتشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من الموظفين باتوا يفضلون العمل من المنزل بسبب المرونة وتقليل الوقت الضائع في التنقل. كما ساعدت المنصات التعليمية الرقمية، مثل Google Classroom وMicrosoft Teams، في استمرار العملية التعليمية بكفاءة عالية.

الترفيه الذكي: من الشاشات إلى الواقع الافتراضي

التحول الرقمي شمل أيضًا قطاع الترفيه، الذي يشهد تطورًا مستمرًا في الكويت. فمن منصات البث المرئي مثل Netflix وShahid إلى ألعاب الفيديو والتطبيقات التفاعلية، أصبح الترفيه أكثر تنوعًا واتساعًا.

كما أن عددًا متزايدًا من الشباب الكويتي يتجه نحو الألعاب الإلكترونية، وخصوصًا البث المباشر للألعاب أو المسابقات الرقمية، التي توفر محتوى تفاعليًا وجوائز في بعض الأحيان. كذلك، توسعت الخيارات الترفيهية المخصصة للبالغين، والتي تعتمد على التكنولوجيا لتقديم تجربة أكثر واقعية وتفاعلاً.

ومن بين الخيارات الرقمية التي بدأ الكويتيون في استكشافها، توجد منصات تقدم مراجعات ودلائل ترفيهية شاملة، مثل افضل كازينو اون لاين الكويت، والتي تقدم معلومات متخصصة لعشاق الألعاب الترفيهية الرقمية، مع التركيز على الجوانب القانونية والأمان وتجربة المستخدم في الكويت.

التجارة الإلكترونية والدفع الرقمي

شهدت التجارة الإلكترونية نموًا كبيرًا في الكويت، خصوصًا مع تطور خدمات الدفع الإلكتروني. وقد ساعدت التطبيقات مثل "KNET" و"Tap" و"Benefit Pay" على تسهيل عمليات الشراء عبر الإنترنت، سواء من المتاجر المحلية أو العالمية.

ومع ازدياد ثقة المستهلك الكويتي في الدفع الرقمي، بدأت المتاجر تتسابق لتوفير تجربة تسوق إلكترونية متكاملة وسريعة. حتى المطاعم والمقاهي باتت تقدم خدمات الطلب والدفع الرقمي، ما يعكس تغيرًا جذريًا في عادات المستهلكين.

الوعي بالأمن السيبراني

مع كل هذه التطورات، ظهرت الحاجة إلى تعزيز ثقافة الأمن السيبراني في الكويت. فقد باتت الهجمات الإلكترونية أكثر تطورًا، واستهداف المستخدمين يتم من خلال التطبيقات المزيفة أو الروابط الخبيثة.

لذلك، تعمل الجهات الحكومية ومزودو الخدمة على نشر الوعي وتعزيز استخدام تقنيات الحماية مثل المصادقة الثنائية، وتشفير البيانات، وتحديث الأنظمة باستمرار. وتلعب التوعية المجتمعية دورًا محوريًا في حماية الأفراد من التهديدات الرقمية.

منظمة الأمن السيبراني العالمية (ENISA) توصي بزيادة التدريب والتعليم في هذا المجال لضمان حماية المجتمعات الرقمية، خصوصًا في الدول النامية تقنيًا.

مستقبل الحياة الرقمية في الكويت

التحول الرقمي في الكويت لم يصل إلى ذروته بعد، بل يُعد في مراحله النشطة. وهناك العديد من المؤشرات التي تدل على أن الكويت ستواصل الاستثمار في التكنولوجيا، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي، المدن الذكية، وسلاسل الكتل (Blockchain).

تسعى الدولة أيضًا إلى تعزيز الابتكار من خلال دعم ريادة الأعمال التكنولوجية، وتوفير حاضنات أعمال ومراكز ابتكار تستقطب الشباب الكويتي وتحفّزه على تقديم حلول رقمية لمشكلات الحياة اليومية.

الختام: التحول الرقمي كرافعة للمجتمع الكويتي

من الخدمات العامة إلى الترفيه، ومن التعليم إلى التسوق، غيّرت التكنولوجيا شكل الحياة اليومية في الكويت بشكل جذري. هذا التحول لم يقتصر على تسهيل الإجراءات، بل أصبح عنصرًا أساسيًا في تشكيل الهوية الجديدة للمجتمع الكويتي المعاصر.

ومع استمرار هذا الزخم الرقمي، تبرز الحاجة إلى توازن بين الابتكار والخصوصية، وبين السرعة والحماية، لضمان بناء مجتمع رقمي متماسك وآمن يُلبّي تطلعات الأفراد ويواكب متغيرات العصر.