السبت 26 يوليو 2025 10:46 صـ 1 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

مبادرات تطوعية في حضرموت تُجسّد روح التكافل الإنساني خلال موجة الحر الشديدة

السبت 26 يوليو 2025 12:04 صـ 1 صفر 1447 هـ
مبادرة تطوعية
مبادرة تطوعية

تشهد مدن تريم وسيئون والقطن، إلى جانب عدد من المديريات والمناطق الأخرى في محافظة حضرموت، حراكاً إنسانياً ملحوظاً، حيث أطلقت جهات تطوعية ومجموعات من أبناء المجتمع المحلي مبادرات إغاثية لتوزيع المياه الباردة والعصائر الطبيعية مجاناً على المارة، في ظل الموجة الحارة التي تجتاح المحافظة منذ أيام.

وتأتي هذه المبادرات في إطار استجابة سريعة ومبادرة ذاتية من أفراد وشباب حضرمي، ينطلقون من حسٍ إنساني عالٍ وانتماء مجتمعي صادق، بهدف تخفيف معاناة المارّة من المواطنين والوافدين، خصوصاً كبار السن وسائقي المركبات والعمال الذين يضطرون للتنقّل خلال ساعات الذروة من الحر الشديد، والتي تجاوزت فيها درجات الحرارة حاجز الـ40 مئوية في بعض المناطق.

وأُقيمت نقاط توزيع متنقلة وثابتة في الشوارع الرئيسية، ومحطات الوقود، وأمام المراكز التجارية، حيث يقف المتطوعون لساعات طويلة، يقدّمون الماء البارد والمشروبات المنعّشة، ويحرصون على التزام الإجراءات الصحية، في مشهد إنساني أثار إعجاب وامتنان المئات من المواطنين.

وقد لاقَت هذه المبادرات استحساناً واسعاً في أوساط المجتمع، حيث أشاد المواطنون بروح العطاء التي تحلّت بها هذه الفرق التطوعية، مؤكدين أن مثل هذه الأعمال تعكس الوجه الحضاري والإنساني للمجتمع الحضرمي، المعروف بكرمه وتكافله الاجتماعي.

وأعرب عدد من المارة عن تقديرهم العميق للمبادرين، معتبرين أن هذه الخطوة البسيطة تحمل دلالات عظيمة، وتجسّد معاني التراحم والتعاون في أبهى صورها، وقال أحد المواطنين: "في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، تأتي هذه المبادرات لتذكّرنا بأن في قلوب الناس لا يزال هناك خير كثير، وأن الإنسانية لم تمت".

من جهتهم، أكّد منظمو المبادرة أن الهدف منها ليس مجرد توزيع مياه، بل نشر ثقافة العمل التطوعي، وتشجيع أبناء المجتمع على بذل العطاء دون انتظار مقابل، لافتين إلى أن هذه الجهود تُموّل ذاتياً أو عبر تبرعات من أفراد ورجال أعمال محسنين، دعماً لمسيرة الخير.

وقد دعت جهات محلية وناشطون مجتمعيون إلى تعميم مثل هذه المبادرات في مختلف مديريات حضرموت، وتحويلها إلى برنامج دائم خلال فصل الصيف، مع دعوة الجهات المعنية إلى دعم هذه الفرق التطوعية بالاحتياجات الضرورية لضمان استمراريتها.

وفي سياق أوسع، تُعد هذه المبادرات نموذجاً حياً للعمل الإنساني الذاتي، الذي يبرز في أوقات الشدة، ويعكس قدرة المجتمعات المحلية على مواجهة التحديات بروح إيجابية، ترتكز على التضامن والمبادرة، في ظل غياب أو تقصير مؤسساتي أحياناً.

وفي خضم التحديات التي تواجهها اليمن، تظل مثل هذه اللمسات الإنسانية شمعة أمل، تؤكد أن الأمل لا يزال حياً، وأن في الناس من يعطي دون أن يُسأل، ويعمل من أجل الناس، لا من أجل المجد.

موضوعات متعلقة