الإثنين 28 يوليو 2025 04:13 مـ 3 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

وداعًا للموسيقار الكبير زياد الرحباني.. موعد ومكان الجنازة

الإثنين 28 يوليو 2025 01:04 مـ 3 صفر 1447 هـ
زياد الرحباني
زياد الرحباني

ودّع لبنان صباح اليوم الإثنين الفنان العبقري زياد الرحباني في جنازة مهيبة أُقيمت في كنيسة رقاد السيدة في المحيدثة بمنطقة بكفيا، حيث شيّع جثمانه وسط مشاعر حزن ووفاء من محبيه. وقد بدأت مراسم التشييع في تمام الثانية عشرة ظهرًا، تخللتها صلاة جنائزية بحضور أفراد العائلة، وشخصيات فنية وثقافية، وجمهور واسع جاء ليُعبّر عن حزنه العميق لفقدان رمز موسيقي وثقافي استثنائي مثل زياد الرحباني.

صالون الكنيسة يستقبل المعزين اليوم وغداً

أعلنت أسرة زياد الرحباني أن استقبال المعزين سيكون في صالون الكنيسة بدءًا من الساعة الحادية عشرة صباحًا حتى السادسة مساءً، اليوم الإثنين وكذلك يوم غدٍ الثلاثاء. وحرصت العائلة على أن تُتيح للمعجبين والأصدقاء والزملاء في الوسط الفني فرصة تقديم العزاء وتبادل الذكريات التي تجمعهم بهذا الفنان الفريد الذي ترك بصمته في وجدان الشعب اللبناني والعربي.

فنان نشأ من عبقرية فيروز وعاصي

وُلد زياد الرحباني في الأول من يناير عام 1956 لأسرة فنية عظيمة، فهو نجل السيدة فيروز والموسيقار الراحل عاصي الرحباني، وقد تلقى من والديه إرثًا فنيًا عريقًا، لكنه سرعان ما تميز بأسلوبه الخاص، مؤسسًا مدرسة فنية تجمع بين العمق الموسيقي والسخرية السياسية. فقد كانت شخصية زياد الرحباني متعددة الأبعاد، إذ جمع بين كونه مؤلفًا موسيقيًا، ومسرحيًا، وكاتبًا سياسيًا ساخرًا.

المسرح السياسي كما لم نعرفه من قبل

تميّز زياد الرحباني بأعماله المسرحية التي جسدت الواقع اللبناني بمزيج من الكوميديا السوداء والواقعية المؤلمة، ومن أبرز مسرحياته: "فيلم أمريكي طويل"، "بخصوص الكرامة والشعب العنيد"، و"نزل السرور". وتناولت هذه الأعمال بجرأة فريدة أوضاع المجتمع اللبناني والعربي، وسلطت الضوء على قضايا الحرب، والفساد، والتفاوت الطبقي.

صوت يساري جريء في سماء الفن العربي

اشتهر زياد الرحباني بانتمائه للفكر اليساري، حيث كانت قناعاته السياسية حاضرة بوضوح في كل ما قدمه من فن. لم يكن فنانًا محايدًا، بل كان مثقفًا ملتزمًا، استخدم أدواته الفنية لنقد القمع، والاحتلال، والنفاق الاجتماعي والسياسي. ولم تكن مواقفه خالية من الجدل، لكنها أكسبته احترام شريحة كبيرة من الجمهور العربي الباحث عن الحقيقة والجمال معًا.

زياد الرحباني: رحيل الجسد وبقاء الإرث

برحيل زياد الرحباني، يفقد العالم العربي أحد أبرز مبدعيه الذين جمعوا بين الإبداع الفني والالتزام السياسي، ويترك خلفه إرثًا غنيًا بالألحان والمسرحيات والأفكار، سيبقى خالدًا في ذاكرة أجيال من المثقفين والمحبين للفن الحقيقي. ورغم الحزن العميق، فإن ما تركه زياد الرحباني كفيل بأن يخلد اسمه في صفحات التاريخ الثقافي والفني.