الأحد 27 يوليو 2025 01:35 صـ 2 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

جورج عبد الله يعود إلى لبنان بعد 40 عامًا من السجن في فرنسا بتهم اغتيال دبلوماسيين

السبت 26 يوليو 2025 04:29 مـ 1 صفر 1447 هـ
جورج عبد الله
جورج عبد الله

وصل جورج عبد الله، الناشط اللبناني البارز، إلى مطار بيروت الدولي بعد أن أمضى أكثر من 40 عامًا خلف القضبان في فرنسا، بتهمة التواطؤ في اغتيال دبلوماسيين في العاصمة الفرنسية باريس عام 1982. وقد قضت محكمة الاستئناف في باريس مؤخرًا بالإفراج عنه بشرط مغادرة الأراضي الفرنسية نهائيًا، وهو ما تحقق بالفعل بعودته إلى وطنه لبنان اليوم.

الحكم بالسجن مدى الحياة ضد جورج عبد الله

بدأت رحلة سجن جورج عبد الله منذ عام 1984 حين تم اعتقاله في فرنسا، ووجهت إليه اتهامات بالتورط في اغتيال اللفتنانت كولونيل الأميركي تشارلز راي، والدبلوماسي الإسرائيلي ياكوف بارسيمينتوف. وفي عام 1987، صدر الحكم ضده بالسجن المؤبد. وعلى الرغم من أنه أصبح مؤهلًا للإفراج المشروط منذ عام 1999، فإن جميع طلباته للإفراج قوبلت بالرفض حتى هذا العام.

استقبال شعبي في مطار بيروت

ورغم غياب الفعاليات الرسمية، فقد تجمعت حشود من المؤيدين لاستقبال جورج عبد الله في مطار بيروت. وشوهد العديد من النشطاء وأعضاء من البرلمان اللبناني، بالإضافة إلى ممثلين عن الأحزاب القومية واليسارية، وهم يقرعون الطبول ويرفعون اللافتات التي تعبر عن دعمهم. إحدى اللافتات كُتب عليها: "جورج عبد الله حر – مناضل لبناني وفلسطيني ودولي من أجل الحرية".

خلفية نضالية ومسيرة مثيرة للجدل

يُعد جورج عبد الله أحد أبرز وجوه الحركة الثورية في لبنان، وهو مؤسس وقائد تنظيم "الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية"، الذي كان ينشط خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية، ويتبنى مواقف معادية لإسرائيل والسياسات الأميركية. وقد صنفته بعض الدول كرمز نضالي، فيما اعتبرته فرنسا إرهابيًا، ما جعل قضيته محورًا للجدل السياسي والحقوقي لعقود.

جورج عبد الله بين الإدانة والدعم الشعبي

تحولت قضية جورج عبد الله إلى رمز للصراع بين ما تعتبره فرنسا أمنًا قوميًا، وما يراه مؤيدوه كفاحًا من أجل التحرر. ورغم الاتهامات الرسمية الموجهة إليه، فقد ظل جزء كبير من الرأي العام اللبناني والعربي يراه سجينًا سياسيًا. هذا التناقض بين الرؤية الفرنسية والدعم الشعبي في لبنان يعيد تسليط الضوء على تعقيدات السياسة الإقليمية والعدالة الجنائية الدولية.

عودة جورج عبد الله إلى لبنان بعد 40 عامًا من الاعتقال تفتح باب النقاش حول قضايا النضال، والحرية، والعدالة الدولية. وبين مؤيديه الذين يرفعون صوره ويرددون اسمه كرمز للمقاومة، ومعارضيه الذين يرونه مدانًا في قضايا عنف، تبقى قصة جورج عبد الله واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في التاريخ السياسي الحديث.