السبت 25 أكتوبر 2025 03:46 مـ 4 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

تزايد الهجرة العكسية من إسرائيل يكشف تصاعد المخاوف الأمنية وتراجع الثقة بالاستقرار الداخلي

السبت 25 أكتوبر 2025 04:58 مـ 4 جمادى أول 1447 هـ
الهجرة العكسية من إسرائيل
الهجرة العكسية من إسرائيل

كشفت بيانات رسمية حديثة عن تزايد الهجرة العكسية من إسرائيل بشكل ملحوظ خلال العامين الأخيرين، مدفوعة بتنامي المخاوف الأمنية وازدياد حدة التوترات الداخلية التي تعصف بالمجتمع الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023.

ووفقًا لدائرة الإحصاء الإسرائيلية، فإن أعداد المغادرين من الإسرائيليين إلى الخارج تسجل ارتفاعًا مستمرًا، إذ غادر نحو 82 ألف شخص البلاد خلال عام 2023 فقط، مع توقع استمرار المعدلات ذاتها خلال العام الحالي، لتسجل بذلك أعلى نسبة منذ عام 2010.

الشباب في مقدمة المهاجرين

تشير التقارير إلى أن فئة الشباب الإسرائيلي تمثل النسبة الأكبر بين المغادرين، خاصة العاملين في قطاع التكنولوجيا المتقدمة (الهايتك)، حيث غادر أكثر من 8 آلاف متخصص بين أكتوبر 2023 ومنتصف 2024، وتُعد هذه الأرقام مؤشراً على نزيف بشري يهدد أحد أهم أعمدة الاقتصاد الإسرائيلي المعتمد على الابتكار والتقنية.

وتحذر الخبيرة الديموغرافية داليا أدلر من أن استمرار هذا الاتجاه قد يؤدي إلى أضرار اقتصادية طويلة المدى، مؤكدة أن الهجرة المتزايدة تمثل تحديًا حقيقيًا للنمو الاقتصادي ولقدرة الدولة على الحفاظ على كوادرها الماهرة.

الأسباب وراء الموجة الجديدة من الهجرة

ترجع ظاهرة الهجرة العكسية من إسرائيل إلى مجموعة من العوامل المتشابكة، أبرزها التدهور الأمني بعد الحرب الأخيرة، والجدل الحاد حول إصلاحات القضاء، وارتفاع تكاليف المعيشة، إضافة إلى شعور متنامٍ بعدم اليقين تجاه المستقبل السياسي والاجتماعي.

كما يرى محللون أن ازدياد الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي، إلى جانب تصاعد التهديدات من جبهات متعددة، جعل العديد من المواطنين يبحثون عن الاستقرار في دول غربية، خاصة في أوروبا وأمريكا الشمالية.

انعكاسات اقتصادية واجتماعية خطيرة

تؤكد صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن استمرار الهجرة العكسية من إسرائيل في ظل ظروف الحرب والاضطرابات الداخلية يشكل مصدر قلق متزايد للحكومة، خصوصًا مع التأثير المباشر على سوق العمل وتراجع الكفاءات في قطاعات حيوية.

ويرى خبراء أن موجة المغادرة الواسعة تشير إلى تراجع ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة، كما تضعف من تماسك الجبهة الداخلية التي تعتمد عليها إسرائيل في مواجهة التحديات الأمنية المتفاقمة.

دعوات لتحرك حكومي عاجل

طالبت جهات بحثية ومسؤولون سابقون الحكومة الإسرائيلية باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الهجرة العكسية من إسرائيل، عبر تعزيز الشعور بالأمان، وتحسين الظروف المعيشية، وتقديم حوافز للمواهب الشابة للبقاء داخل البلاد.

ويرى مراقبون أن تجاهل هذه الظاهرة قد يؤدي إلى أزمة سكانية واقتصادية غير مسبوقة، خصوصًا إذا استمرت معدلات المغادرة الحالية خلال الأعوام المقبلة.

مستقبل غامض واستمرار القلق الشعبي

تشير المعطيات إلى أن الهجرة العكسية من إسرائيل لن تتراجع في المدى القريب ما لم تتحقق إصلاحات حقيقية على المستويين الأمني والاقتصادي، فالشعور بعدم الاستقرار، إلى جانب الانقسامات السياسية الحادة، يظل عاملاً رئيسياً في قرار كثيرين بالرحيل بحثاً عن حياة أكثر أمانًا واستقرارًا.

ويرى محللون أن معالجة هذه الأزمة تتطلب رؤية استراتيجية شاملة توازن بين الأمن الداخلي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لضمان بقاء الكفاء١ات داخل إسرائيل ومنع تفاقم الأزمة الديموغرافية.