الخميس 7 أغسطس 2025 02:13 مـ 13 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

‏المتساقطون في طريق الوطن.. كيف؟ ولماذا؟!!(الحلقة الرابعة)

الأربعاء 6 أغسطس 2025 11:54 مـ 12 صفر 1447 هـ
‏المتساقطون في طريق الوطن.. كيف؟ ولماذا؟!!(الحلقة الرابعة)

متدين ساذج:

كغيرهم من بقية الفئاتِ الأخرى ثمة متدينون فَهِموا من الدين قشورَه السطحية، متغيبين عن القضايا الكبرى في حياة الناس. ينظر هؤلاء السطحيون إلى قضايا مصيرية وطنية نظرة ثنائية قاصرة.

انطلت فكرة "الآل" على بعض المتدينين من غير السلاليين المتعصبين فجاروهم توهمًا منهم أن ذلك من الدين حقا، الأمر الذي استغله كهنة الهادوية ووظفوا هذا الاعتقاد السّاذج توظيفا سياسيًا جائرًا.

كثيرون من رجال الدين لا يرون في المسألة الوطنية أهمية كبرى في حياة الناس، ويركزون على الجانب الوعظي والترغيبي أو الترهيبي، فيما القضايا المصيرية الكبرى بعيدة عن اهتماماتهم، وبعضُهم يحيل كل كوارث البلاد ونكباتها إلى القدر الإلهي المكتوب، كقضاء لا بد منه، فيعمل على تخدير وعي الناس وتثبيط هممهم تجاه أي دورٍ إيجابي عملي، أي ما على الناس إلا التسليم بما هو كائن، دون الغوص في تفسير القضايا تفسيرا سياسيا وفقا لمحدداتها الموضوعية.

للمسجد قداسته، وللنص الديني هيبته وجلاله في نفوس الناس بلا استثناء، وعزوف بعض رجال الدين عن تناول القضايا المصيرية الكبرى في أدبياتهم الدينية قصر نظر، وفي أوقات الحروب خيانة وطنية.

في قضايا كهذه يجب توظيف كل شيء في سبيل الوطن، باعتباره قيمة تنتهي عندها كلُّ القيم.

في حومة هذا الكفاح والنضال المستميت نرى بعض هؤلاء لا يزالون غارقين في اهتمامات جانبية لا تمت لجوهر الصراع بصلة، وكأن الأمر لا يعنيهم؛ علما أن ثمة آخرين على قدرٍ عالٍ من الوعي والحنكة السياسية والاستبصار، ولهم أدوار نضالية مشرفة، وبشكل عام فشأن هؤلاء شأن بقية الفئات الأخرى.