عبدالملك الحوثي .. لا يقرأ القرآن

عبدالملك الحوثي .. لا يقرأ القرآن
أجزم، أنه لا يفعل، ولو فعل، لخرج إلى الناس الذين ظلمهم، يبكي، ويطرق أبوابهم، بابًا، لباب، يعتذر، ويرجو منهم الصفح، ويلوذ بإحدى كهوف مرّان يتعبد ربه أسفًا وغفرانا.
إنه لا يقرأ القرآن، ولا يحض على طعام المسكين، ويأكل التراث أكلًا لمّا، ويُكثِر في الأرض الفساد، ويطغى، ويقتل، ويهتك حرمات الله التي صانها الله ورسوله، ويبيع المخدرات التي تقصي على الحياة، فكيف لمثل هذا أن يكون كما يزعم أصحابه "قائدًا لمسيرة قرآنية".
.. إنها "مسيرة فئرانية"
فمن أجل هذا الهجران الكبير مِنه، وأصحابه للقرآن الكريم، يرون في كل حافظ قرآن عدو، وعلى رأس كل دار لتحفيظ القرآن مكانًا لتحدي جهلهم، وجاهليتهم، فطوال عقود سيطرة "الإمامة" على أجزاء متفرقة من اليمن، وطوال تاريخها الإجرامي لم يحدث أن سمع الناس بقارئً واحد للقرآن، أو حافظ لكتاب الله تعالى.
عندما تفتش عن عبدالملك الحوثي في مقاطع متفرقة على منصة يوتيوب تجده يُصلي بأتباعه من المجرمين، فيقرأ عليهم قصار السور، التي حفظناها في الصفوف الدراسية الأولى، ذلك أقصى ما يعبأه في صدره، ولم يكن أسلافه من الأئمة العنصريين بأحسن من حالته الجاهلية.
ذات يوم، كان أحمد حميد الدين - يصف الشهيد محمد محمود الزبيري بالمرتد والكافر، فتنبه الشهيد الزبيري لانتشار تلك الأوصاف التي تجري على ألسنة الإمامة وأعوانها من المتخلفين، فخرج على الناس ذات فجر عظيم، ليصلي بهم الفجر، فقرأ عليهم في الركعة الأولى نصف سورة البقرة، وفي الركعة الثانية أكمل النصف الباقي منها، وكانت تلك رسالة إيمانية: أنه حافظ للقرآن، وكانت تحديًا للجاهليين في مواقع القرار بصنعاء أنهم لا يقرؤون القرآن، وإن قرأوه، فلا يبلغ تراقيهم.
عبدالملك الحوثي وأتباعه، يُكذِّبون بيوم الدين، وفي تكذيبهم هذا معالم ليس بالضرورة أن تبدو صريحة، فتصرفاتهم وهلعهم الشديد، وحبهم الجمّ للمال والاكتساب، ليكونوا وحدهم الأغنياء على جماجم ملايين الفقراء يعني أنهم يرون دنياهم المتاع الأخير، وأن الآخرة أمر افتراضي، وإن لم يقولوه علنًا.
غضبهم التاريخي من الصحابة الأجلاء، أبي بكر، وعمر وعثمان، ومن معاوية رضي الله عنهم أجمعين، ومن تبعهم من الفريق الأموي العظيم الذي أرسى معالم الدولة الإسلامية الواسعة، يدل على أنهم غاضبون لأنهم أولئك العظماء حرموا - حسب زعمهم - من يتعلقون بنسبه زورًا وبهتانًا من الحُكم والسُلطة، ولو كانت الزنيا عندهم لا تساوي جناح بعوضة، لما ظل هذا الغضب التاريخي المتناقل مُستمرًا لـ 1400 سنة، ولما رأيناهم يؤسسون نظريات الحُكم، وأحقية الإمامة فيهم، في عِرقهم، دونًا عن الناس، ويرفعون السيف والقتل والدم في وجوه كل معارضيهم الذين يتمسكون بمبدأ الشورى.
إنها أفعال قوم لا يؤمنون بالآخرة، ولا يقرؤون القرآن، ولا يحفظونه، وقد يُشككون في روايته وأمانته كما نقرأ عن بعض غُلاتهم الكافرين.
عبدالملك الحوثي، مجرد مجرم، قاتل، طاغية أبله، وكل طاغية أنظر إليه بإشفاق، لأنه يُنكّس في الدنيا قبل أن يورد المهالك في الآخرة، وحتمًا سنرى عبدالملك وأعوانه وقد هُزِموا شر هزيمة، وتفجّرت بهم أسلحتهم، ومخدراتهم، وانكشفوا في خزي عظيم أمام الله وخلقه.
وإن الله على نصرنا لقدير