26 سبتمبر مسرى الحرية ومعراج المجد (2)

أفاق الشعب اليمن على (فجر يومٍ صبي) حين انسابت أشعة أُم الثورات اليمنية مع بزوغ فجر الـسادس والعشرين من سبتمبر 1962م بعد ليلٍ حالك نسج خيوطه أئمة الضلال والدجل طيلة 1200 عاما منذ يحيى الرسي وحتى محمد البدر والذي لم يهنأ بدفء كرسي أبيه الطاغية احمد سوى أسبوعا حتى هبت البراكين (من مضاجعها تطغى وتكتسح الطاغي وتلتهمُ)
216.73.216.212
لم يكن يَدُر في حسبان الإمامة الهادوية طيلة طغيانها في حق الشعب اليمني أنه سيتلاشى استبدادها وتذروه رياح الثورة السبتمبرية في مكانٍ سحيق وهذا (ماصرخ) به آخر أئمتهم البدر( أنه سينهج نهج أبيه وأنه سوف يضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه مناهضة حكمه) لكن رياح الثورة جاءت وفق ماتشتهي سُفن الثوار ومُعاكِسة لأطماع الإمامة فكانت ثورة أيلول المجيدة وملاحقة فلول الإمامة.. وحادي الثوار ( لم يبق للظالمين اليوم من وَزرِ :: إلا أنوفٌ ذليلاتٌ ستنحطِمُ)
اثنان وخمسون عاما من عمر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والإماميون الكامنون في مفاصل الجمهورية والمٌنعمون بخيراتها يتربصون بالجمهورية وكانوا قد توعدوا بعودة إمامتهم على لسان أحد سلالتهم المدعو أحمد الشامي:
سنعيدُ الإمامة للحكم يوما
بثياب النبي أو ثوب ماركس
فإذا ماخابتِ الحجازُ ونجدٍ
فلنا اليوم اخوةٌ بـ فارس
حتى جاء يوم نكبة 21 سبتمبر 2014م فسَطت مخلفات الإمامة يشجعها أحفاد (ماركس) ويرون في هذا الإنقلاب الإمامي في ثوبه الحوثي الفارسي على أنه ليس إلا(عمليةً قيصيرية) وذلك بالتزامن مع تصريح مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني(علي رضا زاكاني)المقرب من المرشد خامنئي : "أن صنعاء العاصمة العربية الرابعة التي تلتحق بالتبعية لإيران" وفي ذات السياق والزمان ومع الأسف كانت فئة تحكم الجمهورية ردحا من الزمن وتلعن الكهنوت ليل نهار تَنظُم إلى مخلفات ماركس وفارس داعمة ومؤيدة لانقلاب مخلفات الإمامة واحتلالها لمركز الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية.
اليوم وبعد ثلاثٍ وستين عاما من عمر ثورة 26 سبتمبر وبعد مضي عشرة أعوام من نكبة 21 سبتمبر نرى ويرى المجتمع من حولنا ( الإقليمي والدولي والأممي ) كيف تحُث الجماعة الحوثية خطاها لمحو كل معالم ثورة 26 ومنجزاتها واستخدامها لذلك كل وسائل الإرهاب حتى صار مجرد رفع علم الجمهورية كابوسا يؤرقها فضلا عن صدح أبناء المجتمع بـ ( لن ترى الدنيا على أرضي وصيا )
حينما ارست ثورة 26 سبتمبر قيم الحرية والعدالة والمساواة والشورى وكسرت قيد الظلم والعزلة الإمامية وفتحت أبواب المستقبل لليمنيين جاء الإماميون الجدد في 21 سبتمبر ليستبدلوا تلك المبادئ والقيم بنهج سلالي،عنصري،مناطقي،طائفي واستعباد للأمة وافراغ للحياة من كل معانيها الجميلة والراقية ورفع شعارات الموت والكراهية واستعداء الداخل والخارج والثراء على حساب دماء وأشلاء الشعب اليمني وعلى أموالهم المنهوبة وحقوقهم المسلوبة واعراضهم المستباحة ، بل إن هذه الجماعة وفي تبجح ووقاحة مضت تحتفي بيوم نكبتها وتستعرض منجزاتها والتي هي عباره عن جرائم وسلوك إرهابي لم تستثن منه أحد لاصغيرا ولاكبيرا ولا امرأةً ولاطفلا.
يكفي عارا وجريمةً محاولة هذه الجماعة أن تطمس أشعة ثورة 26 سبتمبر وتستبدل رموزها بشخصيات هامشية طارئة لاقيمة لها وجل صنيعها أنها تتغنى وتمجد و تُسبح بحمد أصنام السلالة أو أنها باعت نفسها من الطاغية والطغيان وهذا ما برز جليا حين حرّفت الجماعة المناهج واقصت أبي الأحرار الشهيد الزبيري لتستبدله بالنطيحة معاذ الجنيد الملقب بـ ( تهاني) وتستبدل شيخ الإسلام الشوكاني بالصماط والشهيد الثائر القردعي بالمجهول (طومر) والشهيد علي عبدالمغني بالسلالي المهدي المرتضى.
(وسيبقى قاهرُ الشعبِ على وجهِ أرضي عدما لن يُخلقا ) بهذا الهتاف سيبقى ألق السادس والعشرين من سبتمبر خالدا متوهجا في قلوب اليمنيين في شمالا وجنوبا ونجما تهتدي به جموع الثائرين لتوحيد جهودها وتسوية صفها كما استوت حين ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وثورة 14 اكتوبر يجترحون التضحيات وحاديهم ( وهبناكِ الدمَ الغالي وهل يُغلى عليكِ دمُ ) منطلقين لمعركة التحرير ونسف معاقل بقايا الإمامة مستلهمين اهداف ثورة 26 سبتمبر كأيقونة وبوصلة لطريق التحرير لاستعادة مركز الدولة وعاصمتها وبسط سُلطة النظام الجمهوري على كافة الربوع اليمني.