• الرئيسية
• المشهد اليمني

شهدت مديرية الحميدات بمحافظة الجوف، مساء السبت، توترات أمنية خطيرة بعد أن قامت حملة كبيرة تابعة لميليشيا الحوثي بحصار مناطق قبائل "آل قباص"، في خطوة يرى مراقبون أنها تأتي في سياق سياسة العقاب الجماعي التي تتبعها الجماعة.

تفاصيل الحملة والقيادة الميدانية

وفقاً لمصادر محلية من المنطقة، فإن الحملة الحوثية ضمت عشرات الأطقم المسلحة والمركبات العسكرية، وتمركزت على مداخل ومخارج منطقة تواجد قبائل آل قباص، مفروضة حصاراً فعلياً عليها. وتقود العملية الميدانية شخصية قيادية في الميليشيا تعرف باسم "قاسم الشريف"، الذي يتلقى أوامره مباشرة من فيصل بن حيدر، المحافظ الذي عينته جماعة الحوثي على محافظة الجوف.

وقد استخدمت الميليشيا ذريعة "البحث عن مطلوبين للعدالة" لتبرير وجودها المكثف وإجراءات الحصار، لكن مصادر مقربة من القبائل أكدت أن السبب الحقيقي هو خلفية ثأرية بحتة.

خلفية الصراع: الثأر القبلي كغطاء للتصعيد

كشفت معلومات موثوقة أن الحملة هي رد فعل مباشر من قبل المحافظ الحوثي فيصل بن حيدر على مقتل أحد مرافقيه الشخصيين في اشتباكات سابقة كان لها طابع ثأري قبلي. وبدلاً من اللجوء إلى القنوات القبلية أو القانونية لتسوية النزاع، قرر بن حيدر استخدام سلطته ونفوذه العسكري للضغط على القبيلة بأكملها.

وقد وجه قائد الحملة "قاسم الشريف" إنذاراً لمشائخ وأبناء قبائل آل قباص، مطلباً منهم تسليم عدد من أبنائهم المتهمين بالتورط في مقتل المرافق، كشرط مسبق لرفع الحصار وإنهاء التوتر. هذا المطلب أثار حالة من الغضب والرفض داخل القبيلة، التي اعتبرته محاولة لإذلالها ومسؤولية جماعية تتنافى مع الأعراف والتقاليد القبلية السائدة في المنطقة.

مخاوف من تصاعد واسع

يأتي هذا التصعيد في وقت حساس، ويثير مخاوف جدية من انزلاق الوضع في مديرية الحميدات إلى مواجهات مسلحة أوسع نطاقاً، خاصة أن قبائل الجوف معروفة بتشبثها بمبادئ العزة والدفاع عن أبنائها. كما أن استخدام الميليشيا الحوثية لسلطة الدولة الممنوحة لـ "محافظها" لتصفية حسابات شخصية أو قبلية يكرس سلوكياً خطيراً قد يفاقم من حالة عدم الاستقرار في محافظة تعاني بالفعل من توترات أمنية متقطعة.

وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، ما زالت الأوضاع في المنطقة متوترة للغاية، فيما تتابع القبائل تطورات الموقف بخط بالغ من القلق، وسط غياب أي جهات وساطة فاعلة للتدخل واحتواء الأزمة قبل تفاقمها.