صنعاء في قبضة الرعب: حملة اعتقالات غير مسبوقة داخل أروقة الحوثيين تُفجّر مخاوف المواطنين
تعيش العاصمة اليمنية صنعاء على وقع موجة من التوتر والرعب غير المسبوق، بعد أن شنّت أجهزة ميليشيا الحوثي حملة اعتقالات واسعة طالت قيادات عسكرية وأمنية بارزة داخل صفوف الجماعة نفسها، في تطوّر يُعدّ الأكبر من نوعه منذ سيطرتها على المدينة عام 2014.
ووفق مصادر أمنية مطلعة داخل صنعاء، فإن الحملة شملت شخصيات رفيعة المستوى، من بينها "مسؤول مقرب جدًّا من زعيم الجماعة في صعدة" و"عضو بارز فيما يُسمّى المجلس السياسي الحاكم"، مشيرةً إلى أن الاعتقالات جاءت بناءً على أوامر مباشرة من زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، وتحت ذرائع تتعلق بـ"التجسس لصالح الاستخبارات الخارجية".
خلفية التصعيد: غارات دقيقة تُربك قيادات الميليشيا
ويأتي هذا التصعيد الأمني في أعقاب سلسلة من الغارات الجوية "الدقيقة" التي استهدفت اجتماعات سرية لقيادات حوثية، كان أبرز ضحاياها رئيس هيئة الأركان العامة في الجماعة، اللواء محمد عبدالكريم الغماري، إلى جانب عدد من القادة العسكريين والسياسيين. وتشير التقارير إلى أن هذه الضربات النوعية أثارت ذعراً واسعاً داخل أروقة القرار الحوثي، ودفع الجماعة إلى اتخاذ إجراءات أمنية استثنائية لـ"تطهير صفوفها".
وبحسب المصادر، فإن المعلومات التي سُرّبت قبل الغارات كانت "حساسة للغاية"، ما أدى إلى اشتعال خلافات داخلية حادة، واتهامات متبادلة بين أجنحة الجماعة بالخيانة والتعاون مع جهات استخباراتية معادية — دون تحديد الجهة المقصودة بشكل علني.
市民 في مرمى الاعتقالات العشوائية
لكن الأزمة لم تقتصر على القيادات الحوثية فحسب؛ بل امتدّت تداعياتها إلى المواطنين العاديين، الذين يعيشون اليوم في حالة من الخوف والقلق المتواصل. ففي ظل ما يشبه "حالة طوارئ غير معلنة"، يخشى سكان صنعاء من أن يُجرّوا إلى مراكز التحقيق دون مبرر، أو أن تُلفّق لهم تهمٌ واهية تتعلق بالانتماءات السياسية أو حتى عبر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويصف شهود عيان كيف تجوب دوريات أمنية مدنية وعسكرية الأحياء الرئيسية، وتقوم باعتقالات ليلية دون أوامر قضائية، في مشهد يعيد للأذهان ذكريات أقسى فترات القمع التي عاشتها المدينة خلال السنوات الماضية.
هل نحن أمام انشقاق داخلي؟
التطورات الحالية تطرح تساؤلات جوهرية حول استقرار بنية الجماعة الداخلية، واحتمالات وجود صراع على النفوذ أو حتى انشقاقات وشيكة في صفوفها. فحملة الاعتقالات هذه لا تبدو مجرد إجراء أمني روتيني، بل تُقرأ على نطاق واسع كـ"تصفية حسابات" داخلية، قد تُضعف الجماعة أكثر مما تُقويها.

