الإثنين 10 نوفمبر 2025 01:55 صـ 19 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

غارات جوية مكثفة يُعتقد أنها أمريكية تستهدف تنظيم القاعدة في شبوة.. قيادات ميدانية بين القتلى

الإثنين 10 نوفمبر 2025 03:00 صـ 20 جمادى أول 1447 هـ
تعبيرية
تعبيرية

شهدت محافظة شبوة شرق اليمن، ليلة أمس، توتراً أمنياً متصاعداً بعد تنفيذ سلسلة من الغارات الجوية المكثفة، يُرجح أنها نفذتها طائرات أمريكية بدون طيار (مسيرات)، استهدفت مواقع وتجمعات لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

وأسفر الهجوم عن مقتل عدد من العناصر التابعة للتنظيم، من بينهم قيادات ميدانية بارزة، فيما لا تزال المنطقة تشهد حالة من القلق الأمني وتحليقاً كثيفاً للطائرات.

وفقاً لمصادر محلية وقبلية من محافظة شبوة، فإن الغارات جاءت على ثلاث دفعات، حيث استهدفت بشكل دقيق منطقة "خورة" الواقعة شرق المحافظة، والتي تعتبر من المعاقل التاريخية والمعروفة لنشاط تنظيم القاعدة.

وأوضحت المصادر أن طائرتين مسيرتين على الأقل شنت الضربات الأولى، تلتها ضربة ثالثة بعد فترة وجيزة، مستهدفة ما وصفته بـ"تجمعاً لعناصر التنظيم" كانوا في موقع يُستخدم كقاعدة انطلاق أو معسكر تدريب. وقد أدت القصف إلى دمار كبير في الموقع المستهدف.

أفادت التقارير الأولية من على الأرض بأن الهجوم أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، مشيرة إلى أن معظم الضحايا من عناصر تنظيم القاعدة.

والأهم من ذلك، أكدت المصادر مقتل عدد من القيادات الميدانية في التنظيم الذين كانوا حاضرين في الاستهداف، وهو ما يعتبر ضربة قاصمة لقدرات التنظيم القيادية والتشغيلية في المنطقة.

ولم يتم تحديد هويات القتلى بدقة حتى الآن، فيما يعمل مسلحو التنظيم على إخلاء الجرحى وإخفاء هوية القتلى.

على الرغم من أن مصادر أولية أشارت إلى أن الطيران الأمريكي هو من نفذ الهجمات، وهو ما يتوافق مع النهج المتبع للولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم القاعدة في اليمن، إلا أنه لم يصدر أي تأكيد رسمي أو نفي من جانب البنتاغون أو القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) حتى وقت إعداد هذا التقرير.

هذا الغموض يضاف إلى تعقيد المشهد الأمني في اليمن.

وفي أعقاب الغارات مباشرة، فرضت حالة من التوتر الأمني الشديد على منطقة خورة والمناطق المجاورة، مع إغلاق للطرق وتشديد الإجراءات الأمنية من قبل القوات المحلية الموالية للحكومة الشرعية. كما شهدت أجواء المحافظة تحليقاً مستمراً ومكثفاً للطيران المسير، مما يزيد من مخاوف السكان المحليين من احتمالية وقوع مزيد من الهجمات.

تعتبر محافظة شبوة، وخاصة المناطق الصحراوية والجبلية الشرقية، ساحة نشطة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يستغل حالة الفراغ الأمني والصراع الدائر في اليمن لتعزيز وجوده وتنفيذ هجماته. وتنفذ الولايات المتحدة بشكل دوري غارات جوية تستهداف قادة وعناصر التنظيم في مختلف المحافظات اليمنية، ضمن استراتيجية "الضربات الدقيقة" للحد من قدراته التي تعتبرها تهديداً مباشراً لمصالحها وأمن حلفائها في المنطقة.

ويأتي هذا الهجوم الأخير ضمن سلسلة التصعيد العسكري ضد التنظيم، والذي يهدف إلى شل قدراته قبل تمكنه من تنفيذ عمليات نوعية، خاصة وأن المنطقة تشهد تحركات وتغيرات في موازين القوى.

من المتوقع أن تؤدي هذه الغارات إلى إضعاف البنية التنظيمية لتنظيم القاعدة في شبوة على المدى القصير، إلا أن المراقبين يحذرون من احتمالية قيام التنظيم بعمليات انتقامية في الأيام القادمة، سواء ضد القوات الحكومية أو أهداف مدنية، كرد فعل على مقتل قادته. ويبقى الوضع الأمني في محافظة شبوة هشاً وقابلاً للتغير السريع، في ظل غياب حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.

موضوعات متعلقة