”الجوع قاتل في صنعاء”.. ناشط يكشف كارثة إنسانية ويتهم الحوثي بتجويع الشعب
في تصريحات مؤثرة كشفت عن حجم المأساة الإنسانية المتفاقمة في العاصمة اليمنية صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، اتهم الناشط عبدالناصر الأهدل الجماعة بالمسؤولية المباشرة عن تدهور الأوضاع المعيشية الكارثية.
ودعا الأهدل في نداء استغاثة ملؤه اليأس، إلى "ارحاموا الناس" وإنهاء معاناة السكان الذين وصل بهم الجوع والبرد إلى حافة الانهيار التام.
وقال الأهدل، في شهادة موثقة تداولها نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الوضع في صنعاء وصل إلى مراحل لم يسبق لها مثيل، حيث دفعت أزمة الغذاء المستعرة سكان المدينة للجلوس بجانب أكوام النفايات في مشهد يبعث على القلق واليأس، بحثاً عن أي شيء يسد رمقهم أو يقيهم برد الشتاء القارس.
وأضاف أن الأسر اليمنية، في محاولة يائسة لتوفير لقمة العيش، باتت تبيع كل ما تملك من مستلزمات ومقتنيات منزلية، مؤكداً أن هذه الظاهرة باتت شائعة وتعكس مدى عمق الأزمة الاقتصادية التي يغرق فيها السكان.
أسباب الكارثة:
وعزا الأهدل تفاقم هذه المأساة إلى عاملين رئيسيين: الأول هو انعدام صرف الرواتب للموظفين والعاملين في القطاع العام لفترات طويلة متتالية، مما أفقدهم مصدر دخلهم الوحيد. أما العامل الثاني، فتمثل في سوء الأحوال الجوية وانخفاض درجات الحرارة، مما زاد من معاناة الأسر التي لا تجد ما تدفئ به أبناءها أو تسد جوعتهم.
نداء استغاثة واتهامات مباشرة:
وبلهجة يملؤها الغضب والألم، وجّه الأهدل نداءً مباشراً إلى قادة جماعة الحوثي، قائلاً: "ارحموا الناس... اصرفوا لهم رواتب يا أوغاد، قتلتم الشعب". واصفاً حجم المعاناة بأنه تجاوز كل الحدود، حيث "لا يوجد حتى قمح يسد جوع الأطفال".
ولم يقتصر اتهامه على العاصمة صنعاء، بل وسّعه ليشمل عدة محافظات، مؤكداً في ختام تصريحاته أن "الحوثي يقتل أبناء الشعب في مناطق صنعاء والحديدة وحجة وبقية المحافظات"، مما يشير إلى أن هذه المأساة ليست معزولة بل هي جزء من سياسة ممنهجة - بحسب قوله - تهدف إلى ضرب الشعب اليمني في مقومات حياته الأساسية.
تأتي هذه الشهادة لتلقي بظلال من القلق على الوضع الإنساني في اليمن، وتضع المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية أمام مسؤولياتهم في الضغط على جميع الأطراف لضمان وصول المساعدات وحماية المدنيين من هذه الكارثة المتفاقمة.













