عفاش مشروع الهضبة الذي باع اليمن وسلمها لايران.!!
هذا هو عفاش بلا تجميل سياسي ولا اقنعة زائفة رفض مخرجات الحوار الوطني وتمرد على ارادة الشعب اليمني الذي اراد بناء دولة اتحادية عادلة تكفل التوزيع المنصف للثروة والسلطة لم يكن رفضه موقفا سياسيا عابرا بل عقيدة راسخة لدى منظومة ترى في مركزية الهضبة الوطن كله وفي احتكار السلطة والثروة ثوابت وطنية لا يجوز المساس بها.
هؤلاء لا يؤمنون باليمن الا من نافذة مصالحهم ولا يرون الدولة الا وسيلة لبسط نفوذهم حكموا اليمن بالنار والحديد ونهبوا خيراته وافقروا ابناءه ثم عندما ثار الشعب وقرر بناء دولة اتحادية تضع الجميع على قدم المساواة رأوا في ذلك تهديدا لمشروعهم التاريخي القائم على التسلط والنهب.
رفضوا مخرجات الحوار الوطني لانها كانت تعني نهاية امتيازات الهضبة ولانها كانت ستعيد السلطة الى الشعب والثروة الى اهلها لذلك انقلبوا عليها وتحالفوا مع الحوثي وفتحوا له ابواب صنعاء وسلموه سلاح الدولة ومعسكراتها في خيانة موثقة لا تغتفر.
رهان عفاش كان ان يحافظ على مركزية الهضبة باي ثمن حتى لو كان الثمن تسليم اليمن لايران فسلم مفاتيح البلاد لطهران ووهب سيادة الوطن لمشروع الخميني متوهما ان ايران ستحفظ له ملكه وسطوته فقد باع القرار الوطني وبدل الولاء من العروبة الى الولي الفقيه واصبح يستجدي البقاء عبر التوسل لطهران التي لا ترى في اليمن سوى ورقة لابتزاز الخليج والمنطقة.
ولا غرابة ان نشاهد الحضور ليحيى صالح الوجه الاقتصادي والسياسي للمحور الايراني داخل عائلة عفاش والنقطة التي تربط مصالح العائلة بالمشروع الفارسي حضوره في مؤتمر بيروت برعاية ايرانية لم يكن صدفة بل تأكيد على استمرار الولاء وتأكيد ضمني على الاتفاق المسبق بين عفاش وايران برعاية حزب الله ذلك المؤتمر كان منصة لتأكيد التحالف مع محور ايران حزب الله ورسالة موجهة ضد التحالف العربي ودول الخليج.
يحيى صالح لا يمثل فقط الواجهة السياسية لعائلة عفاش بل ايضا المشرف على شبكات الاستثمارات التي نهبت من الشعب اليمني خلال عقود وتم توظيف جزء منها في مشاريع مشتركة مع مؤسسات ايرانية وشركات تابعة لحزب الله وهذه الاموال المسروقة من قوت اليمنيين تحولت الى اداة تمويل لمشروع يهدد امن اليمن والمنطقة.
ولذلك لم يكن ظهور يحيى صالح في بيروت مفاجئا بل امتدادا طبيعيا لادبيات الهضبة التي ترى ان التحالف مع ايران افضل من التفاهم مع ابناء الوطن وان تغيرت الظروف الدولية فلن يكون مستبعدا ان نرى طارق صالح او غيره من رموز هذا المشروع يقفون بين يدي الخميني او خليفته يقبلون يده طلبا للبقاء في السلطة.
وطارق صالح يسير على ذات النهج رفض الشرعية يوم كان في الساحل التهامي وعندما اصبح نائبا في مجلس القيادة مكن حاشيته من سنحان في كل مواقع النفوذ فجعل شقيقه قائدا للبحرية وعمار مسؤولا عن وحدة اربعمائة ذات التدريب والعقيدة الايرانية واصهاره من بيت دويد في المناصب والناطقية وابو حورية الذي قاتل لاجل الامامة في الواجهة من جديد.
وفي المقابل تم اقصاء القيادات التهامية التي حررت ارضها بدمائها لانهم لا يريدون ان يحكم التهامي ارضه بل ان يبقى تابعا لمن جاء من الهضبة مدعيا الوصاية والزعامة.
ويعمل اليوم تصدير نفسه من تهامة ويمول ماكينة اعلامية ضخمة لتزييف الوعي وتقديم مشاريع التنمية على انها من انجازاته بينما هي في الحقيقة برامج دعم مسبقة من التحالف العربي السعودية - الامارات بدأت منذ لحظة التحرير الاولى لصالح ابناء تهامة لكن ماكينة الهضبة الاعلامية تعمل لسرقة الانجاز كما سرقت الوطن من قبل.
اننا امام منظومة سياسية ترى الحكم حقا وراثيا والنهب قدرا والتحالف مع الاعداء وسيلة للبقاء تحالفت مع الحوثي ضد اليمنيين وارتهنت البلاد لايران وتحاول اليوم العودة للحكم بشعارات جديدة.
وهذه المنظومة ترى نفسها فوق القرارات الدولية وفوق ارادة الشعب وفوق القانون ترفض قرار مجلس الامن 2216 الذي يؤكد تنفيذ المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني لانها ببساطة ترفض اي مشروع وطني يحرر اليمن من سطوتها.
فمشروع الهضبة ليس مشروع دولة بل مشروع استعباد يرون التسلط فضيلة ونهب الثروات حقا والولاء للزعيم فوق الولاء للوطن هم من باعوا السلاح لايران وفتحوا الحدود للحوثي وسلموا مؤسسات الدولة لتدار من طهران واليوم يحاولون التسلل من جديد الى جسد الوطن بادوات الخداع والمال والاعلام.
لكن اليمن اليوم ليست كما كانت بالامس فتهامة وعدن وحضرموت ومأرب وكل ارض اتحادية اصبحت اكثر وعيا لن تعود اليمن الى وصاية الهضبة ولن تحكم بعقلية الغنيمة وسيكتب التاريخ ان عفاش ومنظومته كانوا وجها اخر للحوثي وان ولاءهم لايران كان خيانة للعروبة واليمن.
ولمن ما زالوا يعتقدون ان طارق صالح سيعيد لهم الوطن نقول لهم قبل ان تقنعونا بانه قادر على استعادة صنعاء اقنعوه اولا ان يعيد اخاه من احضان طهران الى الصف الوطني ومن يعجز عن استعادة عائلته من الارتهان الايراني لن يستطيع استعادة وطن باكمله.
كيف نصدق ان طارق سيحرر سنحان وهو لم يحرر اسرته من قبضة الولي الفقيه كيف نؤمن انه سيعيد الجمهورية وهو يشارك في اعادة انتاج المنظومة التي سلمت البلاد لايران بالامس.
انقذ اخاك يا طارق من التبعية اولا حرر يحيى صالح من ولائه للخميني واعِده الى حضن الوطن عندها فقط يمكن ان نصدق انك جاد في انقاذ سنحان ناهيك عن انقاذ صنعاء واليمن.
اما اليوم فكل من يراهن على طارق ليعيد الوطن كمن يراهن على من باعه بالامس ان يشتريه غدا الوطن لا يستعاد على يد من سلمه ولا يحرر بمن لا يزال قلبه في طهران.

