السبت 8 نوفمبر 2025 03:29 مـ 18 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

تحركات أميركية مكثفة لوقف حرب السودان.. وواشنطن تراهن على الدبلوماسية قبل فوات الأوان

السبت 8 نوفمبر 2025 02:44 مـ 18 جمادى أول 1447 هـ
تحركات أمريكية للسودان
تحركات أمريكية للسودان

يتجه المشهد السوداني نحو منعطف جديد، بعدما تصاعدت التحركات الدبلوماسية الأميركية بهدف وقف الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، والتي أرهقت المدنيين وأشعلت أزمات إنسانية متفاقمة، وفي وقت أعلنت فيه قوات الدعم السريع موافقتها على الهدنة المقترحة دوليًا، يواصل الجيش السوداني تمسكه بخيار الحسم العسكري، ما يضع السودان أمام مفترق طرق بين الحرب والسلام، وسط ضغوط دولية وتحذيرات أممية من تفجر الوضع في إقليم كردفان ومناطق أخرى.

جهود أميركية لإرساء هدنة إنسانية

أكدت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أن واشنطن تتابع الوضع في السودان بـ"كل جدية"، وتجري اتصالات مباشرة مع طرفي الصراع لتسهيل التوصل إلى هدنة إنسانية عاجلة، مشددة على أن الحاجة "ملحّة لاحتواء العنف وإنهاء معاناة الشعب السوداني"، وقال مسؤول رفيع في البيت الأبيض إن الإدارة الأميركية "تتحرك بكل ثقلها" لإنهاء النزاع، بالتعاون مع دول الرباعية الدولية التي تضم السعودية والإمارات ومصر وبريطانيا، في محاولة لمعالجة الأزمة الإنسانية والتمهيد لحوار سياسي شامل.

تبدّل في المقاربة الأميركية تجاه السودان

شهدت السياسة الأميركية تجاه إفريقيا خلال السنوات الأخيرة فتورًا ملحوظًا، إلا أن تزايد الانتقادات داخل واشنطن دفع الإدارة الحالية إلى إعادة النظر في موقفها من الملف السوداني، ويرى خبراء العلاقات الدولية أن الاهتمام الأميركي بالمنطقة ظل محدودًا لفترة طويلة، ما أثار حفيظة بعض أعضاء الكونغرس ومنظمات المجتمع المدني التي اتهمت الإدارة بالتقصير والمعايير المزدوجة ومع ذلك، بدأت واشنطن مؤخرًا في تبني مقاربة أكثر انخراطًا، تقوم على دعم خطة سلام تمتد لتسعة أشهر، تمهد لمرحلة انتقال سياسي جديدة تضع السودان على طريق الاستقرار.

تحديات أمام التحرك الأميركي

رغم أهمية التحركات الدبلوماسية الأميركية، إلا أن الطريق أمامها مليء بالعقبات. فالإدارة الأميركية تواجه تشتتًا في أولوياتها بين ملفات كبرى مثل أوكرانيا وغزة والعلاقات المتوترة مع الصين، ما يقلل من قدرتها على التركيز الكامل على الأزمة السودانية، ويرى مراقبون أن الضغوط التي تمارسها واشنطن على الأطراف المتحاربة لا تزال محدودة، وأن الانقسامات داخل الحكومة السودانية تزيد المشهد تعقيدًا. فبعض التيارات داخل السلطة ترى أن أي هدنة في هذا التوقيت قد تضعف موقفها العسكري والسياسي.

سباق النفوذ في إفريقيا

يعتقد محللون أن التحرك الأميركي الأخير يأتي أيضًا كردّ فعل على تنامي نفوذ روسيا والصين في القارة الإفريقية، خاصة في منطقة البحر الأحمر والساحل، وتسعى واشنطن من خلال الملف السوداني إلى استعادة دورها التقليدي كلاعب رئيسي في القضايا الإفريقية، ومنع منافسيها من توسيع نفوذهم عبر التحالفات الاقتصادية والعسكرية.

بين الحرب والسلام.. الرهان على الدبلوماسية

مع استمرار المعارك وتبادل الاتهامات بين الجيش والدعم السريع، تبقى آمال السودانيين معلّقة على قدرة الجهود الدولية على تحويل الوعود إلى أفعال، فالحل العسكري لم يحقق سوى المزيد من الدمار، بينما يبقى المسار الدبلوماسي هو الأمل الأخير لوقف نزيف الحرب ويرى المراقبون أن نجاح واشنطن في تنسيق جهودها مع شركائها الإقليميين قد يكون الخطوة الأولى نحو بداية جديدة، تمهّد لاستعادة السلام وبناء مستقبل أكثر استقرارًا للسودان.

رغم تعقيد المشهد وتشابك المصالح الإقليمية والدولية، يبقى الأمل قائمًا بأن تحمل التحركات الأميركية الراهنة فرصة حقيقية لإنهاء الحرب في السودان، فبين ضجيج المعارك وضغوط القوى الكبرى، لا يزال صوت الدبلوماسية هو الطريق الوحيد القادر على إنقاذ بلد أنهكته الصراعات وأحلام شعب يتطلع للسلام.

موضوعات متعلقة