الإثنين 10 نوفمبر 2025 12:26 صـ 19 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

ما هو الإسكانديوم الذي اكتشف في حضرموت ولماذا قد يكون مفتاح مستقبل اليمن؟

الإثنين 10 نوفمبر 2025 01:03 صـ 19 جمادى أول 1447 هـ
السكانديوم
السكانديوم

في خطوة قد تشهد نقلة نوعية للاقتصاد اليمني، أعلنت هيئة المساحة والجيولوجيا في محافظة حضرموت، اليوم الأحد، عن اكتشاف كميات تجارية ثمينة من معدن الإسكانديوم النادر.

يأتي هذا الاكتشاف ليضع اليمن على خريطة الدول المنتجة للمعادن الاستراتيجية، والتي تدخل في الصناعات التكنولوجية المتقدمة، مما يبشر بتحول اقتصادي كبير في حال تم استغلاله بشكل أمثل.

أهمية المعدن واستخداماته الحيوية

يُعد الإسكانديوم أحد المعادن النادرة التي تتميز بخواص فريدة تجعله مطلوبًا بشدة في الصناعات الاستراتيجية وعالية التقنية.

وتتمثل أهم استخداماته في قطاع الطيران والفضاء، حيث يدخل في تصنيع سبائك الألومنيوم القوية وخفيفة الوزن التي تُستخدم في هياكل الطائرات المدنية والعسكرية والصواريخ، مما يساهم في زيادة كفاءتها وقوتها.

بالإضافة إلى ذلك، يلعب الإسكانديوم دورًا محوريًا في قطاع الطاقة النظيفة، حيث يُستخدم في صناعة خلايا الوقود الصلبة وتطوير البطاريات عالية الأداء، مما يجعله عنصرًا أساسيًا في مستقبل التكنولوجيا المستدامة عالميًا.

القيمة الاقتصادية السوقية

وتكتسب هذه الاكتشافات أهمية اقتصادية كبرى نظرًا للقيمة السوقية المرتفعة للمعدن. وفقًا للبيانات الأولية، يتراوح سعر الكيلوجرام الواحد من خام الإسكانديوم في الأسواق العالمية ما بين 3,000 و5,000 دولار أمريكي.

أما الإسكانديوم المعدني النقي، والذي يعتمد سعره بشكل مباشر على درجة نقائه، فيصل سعره إلى مستويات قياسية تتراوح بين 15,000 و25,000 دولار أمريكي للكيلوجرام الواحد، مما يجعله من أغلى المعادن وأكثرها قيمة على مستوى العالم.

مواقع الاكتشاف والتصريح الرسمي

وكشف المهندس فائز باصرة، المتحدث باسم هيئة المساحة والجيولوجيا، في تصريح صحفي أن الاكتشافات شملت ثلاث مناطق رئيسية بمحافظة حضرموت هي: بروم، وميفع، وحجر، مشيرًا إلى أن الدراسات الأولية تؤكد وجود كميات واعدة تستحق المزيد من الاستكشاف والتقييم.

دعوة للإدارة الرشيدة والاستقرار

ولم يقتصر تصريح المهندس باصرة على الجانب الجيولوجي، بل امتد ليشمل آفاقًا أوسع تتعلق بمستقبل اليمن وثرواته.

وقال باصرة: "اليمن كنز دفين يزخر بالمعادن والثروات الهائلة، وهذا الاكتشاف ليس سوى غيض من فيض".

وأضاف: "إن استغلال هذه الثروات وتحويلها إلى دعم حقيقي للاقتصاد الوطني يتطلب أمرين أساسيين: الأول هو تحقيق الاستقرار السياسي والأمني الذي يسمح بالعمل والاستثمار، والثاني هو وجود إدارة ناجحة وشفافة تضع مصلحة البلاد والمواطنين فوق كل اعتبار".

واختتم تصريحه بتساؤل يعكس تطلعات الشارع اليمني: "متى سنرى حكامًا يفضلون حب اليمن على مصالحهم الشخصية، ويعملون بإخلاص وتفانٍ من أجل بناء مستقبل مزدهر لأجيالنا القادمة؟".

يأتي هذا الإعلان ليفتح باب الأمل أمام اقتصاد يعاني من ويلات الحرب والتحديات الكبيرة، لكنه يضع في الوقت نفسه مسؤولية عظيمة على عاتق كافة الأطراف الفاعلة في الساحة اليمنية.

فالتحدي الأكبر لم يعد في اكتشاف الثروات بحد ذاته، بل في كيفية إدارتها وتحويلها إلى واقع ملموس ينعم بثماره كل اليمنيين، ويكون نواة لنهضة تنموية شاملة.

موضوعات متعلقة