الخميس 28 أغسطس 2025 10:17 صـ 5 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

متى معركة الحسم في اليمن؟

الخميس 28 أغسطس 2025 10:52 صـ 5 ربيع أول 1447 هـ
متى معركة الحسم في اليمن؟

لم يدرك الرئيس الراحل الذي قتله الحوثيون في 2017 مدى خطورة الحوثيين وانتقالهم إلى الحضن الإيراني إلا بعد فوات الأوان.

216.73.216.45

في الواقع، ليس ما يدعو إلى فتح دفاتر الماضي والعلاقة المعقدة بين علي عبدالله صالح والحوثيين والحروب الست التي خاضها معهم بين 2004 و2010.

المطروح الآن هل في الإمكان التخلص من الظاهرة الحوثيّة في اليمن؟ الجواب في غاية البساطة. توجد حاجة إلى هزيمة للحوثيين على الأرض اليمنية بيد يمنية. ويكون ذلك باستعادة «الشرعيّة»، ممثلة في مجلس القيادة الرئاسي الذي على رأسه الدكتور رشاد العليمي، للحديدة أو صنعاء أو المدينتين معاً.

تمتلك «الشرعيّة» ما قد يمكنها من استعادة المبادرة عسكرياً في حال توافر شروط معيّنة من بينها التماسك بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي والتنسيق في ما بين هؤلاء بعيداً عن الحسابات الفردية...

أثبتت التطورات أنّ الحوثيين يرفضون الانخراط في أي تسوية سياسيّة في اليمن. يرفضون أي شريك في السلطة، علما أنّهم لا يمتلكون أي مشروع سياسي أو اقتصادي أو حضاري يتعلّق بالتعليم مثلاً، ولا يريدون أصلاً أن تكون هناك مدارس في اليمن.

كلّ ما يريدونه يتمثل في إرضاء إيران. بالنسبة إلى الحوثيين، يجب على المراهق اليمني الخضوع لدورة غسل للدماغ، تجعله يؤمن بكلّ أنواع الإيمان بشعار «الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام».

بكلام أوضح، على الشعب اليمني أن يقتات من الشعارات، وأن يكون أداة طيّعة لدى إيران...

في المقابل، توجد «شرعيّة» في حاجة إلى إثبات وجودها من جهة وأخذ المبادرة عسكرياً من جهة أخرى. فوق ذلك كلّه، توجد حاجة إلى دعم إقليمي أكبر لـ«الشرعيّة» وإلى من يلعب دوراً قيادياً داخل قيادة سياسية وعسكريّة يمنية مازالت تدور على نفسها.

متى يتحقّق اختراق على الأرض، يصبح في الإمكان الحديث عن تغيير في اليمن. في غياب مثل هذا الاختراق، سيبقى الحوثيون يمارسون الدور المطلوب منهم، دور الأداة الإيرانيّة لا أكثر.

سيستمر الحوثيون في إطلاق صواريخ في اتجاه إسرائيل وفي مهاجمة سفن تعبر البحر الأحمر كي تؤكد «الجمهوريّة الإسلاميّة» أنّه لاتزال لديها أوراقها في المنطقة وأن على الولايات المتحدة أن تأخذ ذلك في الاعتبار.

يدفع الشعب اليمني المسكين ثمن هذه اللعبة الإيرانيّة، التي لا طائل منها، فيما يبقى مصير بلد بكامله في مهبّ الريح في غياب «شرعيّة» مازالت تبحث عن دور... وعن دور إقليمي أكثر فعاليّة. متى خلاص اليمن؟! متى المعركة التي تحسم الوضع على أرض اليمن وليس في أي مكان آخر؟!

*الرأي الكويتية