الجمعة 26 سبتمبر 2025 11:52 مـ 4 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

ارتفاع مقلق في حالات سرطان الزائدة الدودية بين الشباب.. والأطباء يحذّرون من أعراضه ”الخادعة”

السبت 27 سبتمبر 2025 01:27 صـ 5 ربيع آخر 1447 هـ
تعبيرية
تعبيرية

شهدت العقود الأخيرة ارتفاعًا لافتًا في حالات الإصابة بسرطان الزائدة الدودية، وهو مرض كان يُصنَّف في الماضي على أنه نادر جدًّا، ويُكتَشف عادةً لدى كبار السن. لكن المفاجأة التي أثارت قلق الأوساط الطبية تتمثل في بدء ظهور هذا النوع من السرطان بشكل متزايد بين فئة الشباب، خصوصًا في أعمار الثلاثينيات والأربعينيات، ما دفع الخبراء إلى دق ناقوس الخطر حول هذا التحوّل الوبائي غير المسبوق.

سرطان "خفي" يصعب اكتشافه مبكرًا

216.73.216.165

ويُعدّ سرطان الزائدة الدودية من أصعب أنواع السرطانات تشخيصًا في مراحله المبكرة، نظرًا لغياب فحوصات فحص روتينية مخصصة له، ولأن أعراضه تتشابه إلى حد كبير مع اضطرابات هضمية شائعة. وغالبًا ما يُخطئ المرضى والأطباء على حد سواء في تفسير هذه الأعراض، التي تشمل:

  • آلامًا خفيفة وغير محددة في منطقة البطن
  • انتفاخًا مستمرًا أو متكررًا
  • تغيّرات في عادات الأمعاء، مثل الإمساك أو الإسهال

وبسبب طبيعته "الخادعة"، لا يتم اكتشاف المرض في أغلب الأحيان إلا بالصدفة، أثناء إجراء عمليات استئصال الزائدة الدودية لأسباب أخرى، مثل التهاب الزائدة الحاد. وحينها، يكون السرطان قد تقدّم في مراحله، ما يقلل فرص العلاج الناجح ويُعقّد خيارات التدخل الطبي.

أنماط الحياة الحديثة تحت المجهر

ويرى خبراء الأورام والجهاز الهضمي أن هذا الارتفاع المفاجئ في الإصابات بين الشباب قد يكون مرتبطًا بتغيّرات جذرية في أنماط الحياة خلال العقود الأخيرة. ويشير الأطباء إلى مجموعة من العوامل المحتملة التي قد تلعب دورًا في تحفيز هذا النوع من السرطان، أبرزها:

  • السمنة وزيادة مؤشر كتلة الجسم
  • قلة النشاط البدني والاعتماد على نمط حياة خامل
  • الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية والسكريات
  • التعرض لعوامل بيئية وكيميائية، مثل الملوثات الصناعية أو المواد الحافظة في الأغذية

ويوضح الدكتور أحمد عبد الرحمن، استشاري الأورام، أن "الجسم البشري لم يتكيف بعد مع التحوّلات السريعة في نمط التغذية والبيئة المحيطة، ما يجعله أكثر عرضة لاضطرابات خلوية قد تتطور إلى أورام، حتى في الأعضاء التي كانت تُعتبر منيعة نسبيًّا".

الوقاية: درعٌ لا يُغفل

ورغم أن لا يوجد ضمانٌ مطلق للوقاية من سرطان الزائدة الدودية، يشدّد الأطباء على أهمية اتباع نمط حياة صحي كوسيلة فعّالة لتقليل المخاطر وتعزيز الصحة العامة. ويشمل ذلك:

  • الحفاظ على وزن صحي ضمن المعدلات الطبيعية
  • اتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضراوات، الفواكه، والحبوب الكاملة، وقليل من الدهون المشبعة والسكريات
  • ممارسة النشاط البدني بانتظام، حتى لو كان المشي اليومي لمدة 30 دقيقة
  • الابتعاد التام عن التدخين، الذي يُعدّ عامل خطر رئيسيًا للعديد من أنواع السرطان

ويؤكد الأطباء أن هذه الإجراءات لا تحمي فقط من سرطان الزائدة الدودية، بل تُسهم أيضًا في الوقاية من أمراض مزمنة أخرى مثل السكري وأمراض القلب.

دعوة لرفع الوعي والبحث العلمي

وفي ظل غياب بروتوكولات فحص مبكر مخصصة لهذا النوع من السرطان، يدعو خبراء الصحة إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية مراجعة الطبيب عند استمرار أي أعراض هضمية غامضة، خاصة إذا لم تستجب للعلاجات التقليدية. كما يطالبون بدعم البحوث العلمية لفهم الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا الارتفاع، وتطوير أدوات تشخيصية أكثر دقة وسرعة.

ويختتم الدكتور عبد الرحمن بالقول: "السرطان لا يختار عمرًا، لكن نمط حياتنا قد يختار لنا طريقًا نحوه أو بعيدًا عنه. الوقاية ليست خيارًا، بل مسؤولية".

موضوعات متعلقة