200 ألف طفل في غزة يعانون سوء التغذية ونتنياهو يطالب بقوة عربية تحكم القطاع غير حماس

بينما يواجه الأطفال في غزة الموت جوعًا، تتجه إسرائيل إلى تصعيد جديد يهدد بكارثة شاملة. مصادر طبية أفادت اليوم الخميس، أن 22 فلسطينيًا استشهدوا في غارات جوية إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة من القطاع منذ ساعات الفجر، بينهم 9 مدنيين كانوا ينتظرون المساعدات.
المأساة الإنسانية تتعمق. طفلان فارقا الحياة في خان يونس بسبب الجوع، بحسب ما أفادت به مصادر طبية، بينما حذّرت شبكة المنظمات الأهلية من أن نحو 200 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، بعضهم يواجه خطر الموت نتيجة انعدام حليب الأطفال والمكملات الغذائية.
وعلى الجانب الآخر من المشهد، يتخبط القرار الإسرائيلي بين الإصرار على مواصلة الحرب والاعتراف بتكاليفها الباهظة. صحيفة معاريف نقلت عن مصادر عسكرية قولها إن الجيش قد يحتاج 3 أشهر لاحتلال قطاع غزة بشكل كامل، مع خسائر بشرية فادحة متوقعة، فيما ستُعرض اليوم على القيادة السياسية "كلفة احتلال القطاع".
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن قناعات لدى مسؤولين إسرائيليين بأن إنشاء نظام حكم في غزة على غرار الضفة الغربية سيتطلب 5 سنوات من القتال المستمر، وهو ما دفع القيادة العسكرية للتحذير من العواقب، خاصة على حياة الجنود والمختطفين لدى المقاومة.
الميدان الإسرائيلي يشهد بدوره تصدعات متزايدة؛ فقد شهدت تل أبيب مظاهرة جديدة للمطالبة بوقف الحرب وإعادة الأسرى، دفعت خلالها الشرطة بقوات من الخيالة لتفريق المحتجين.
معارضة من الداخل.. ومخاوف من الانفجار
رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، وفق القناة 13 العبرية، حذر من أن دخول مدينة غزة وضرب بناها التحتية سيؤدي إلى كارثة إنسانية، وقد يعرض حياة المختطفين للخطر ويزيد خسائر الجيش.
في السياق ذاته، حذرت جمعية “أطفال لا أرقام”، عبر مديرة قسمها الطبي للجزيرة، من أن نقص الغذاء يعرّض أطفال غزة لأمراض خطيرة، مشددة على ضرورة إدخال الطعام وإخراج الحالات الحرجة للعلاج الفوري.
وتعكس تسريبات الإعلام العبري توجها داخل القيادة العسكرية يفضل وقف إطلاق نار جديد بدلاً من توسيع العمليات، إذ نقلت "واشنطن بوست" عن مصادر أن الجيش يعارض الاحتلال الكامل للقطاع، بينما يتجه المجلس الوزاري المصغر لبحث خطة تطويق مؤقتة للمناطق غير المسيطر عليها.
نتنياهو يناور.. وخطة تصعيد تحت قناع المفاوضات
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قال في مقابلة مع "فوكس نيوز"، إنه يريد إنهاء معاناة غزة عبر القضاء على حماس، وإنه يسعى لرفع مستوى المساعدات دون أن تصل إلى الحركة، مشيرًا إلى نية إسرائيل السيطرة على القطاع ثم تسليمه لقوات عربية "لا تهدد إسرائيل".
في المقابل، اعتبرت حركة حماس تصريحات نتنياهو انقلابًا على مسار المفاوضات، واتهمته بالسعي لـ"التخلص من أسراه عبر توسيع العدوان"، ووصفت خطته بأنها "استكمال لنهج الإبادة والتهجير"، مؤكدة أن غزة ستبقى عصية على الاحتلال.
خبراء أمميون: ما يجري حملة إبادة
في موقف دولي لافت، دان خبراء مستقلون بالأمم المتحدة تصعيد الاحتلال لما وصفوه بـ"حملة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني"، مطالبين بإنهاء التواطؤ الدولي، ورفع جميع القيود المفروضة على دخول المساعدات، محذرين من أن "القيود الإسرائيلية تدمر سكان غزة جسديًا".