واشنطن بوست: ترامب استغل الرسوم الجمركية لتحقيق أهداف الأمن القومي

كشفت صحيفة واشنطن بوست أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعمل الرسوم الجمركية كأداة استراتيجية لتحقيق عدة أهداف تخص الأمن القومي، إلى جانب خدمة مصالح شركات معينة، وفقًا لوثائق حكومية سرية اطلعت عليها الصحيفة. وأكد التقرير أن استخدام ترامب للرسوم الجمركية تجاوز الأهداف المعلنة علنًا، ليشمل تعزيز النفوذ السياسي والاقتصادي للولايات المتحدة.
استخدام الرسوم الجمركية في المفاوضات الدولية
أوضحت الصحيفة أن وزارة الخارجية الأمريكية عملت مؤخرًا على الضغط على شركاء تجاريين للولايات المتحدة للوقوف ضد الجهود الدولية الرامية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن حركة سفن الحاويات التي تعد العمود الفقري للتجارة العالمية. وشمل هذا الضغط استخدام الرسوم الجمركية في إطار المفاوضات الثنائية مع دول بحرية مثل سنغافورة.
توسيع المفاوضات التجارية لتحقيق أهداف متعددة
أشار التقرير إلى أن الخطوات التي اتخذها المسؤولون في الربيع الماضي كانت جزءًا من محادثات أوسع مع أكثر من عشر دول. تضمنت هذه الاستراتيجية مطالبة إسرائيل بإنهاء سيطرة شركة صينية على ميناء رئيسي، بالإضافة إلى الضغط على كوريا الجنوبية لتوسيع التعاون العسكري الأمريكي في مواجهة الصين وكوريا الشمالية، مما يعكس دور الرسوم الجمركية كأداة متعددة الأغراض في السياسة الأمريكية.
الرسوم الجمركية كسلاح دبلوماسي
كشف التقرير أن إدارة ترامب رأت في الرسوم الجمركية فرصة لتحقيق أهداف تتجاوز هدف تقليل العجز التجاري الأمريكي المزمن. وفي فترة تعليق تنفيذ الرسوم التبادلية في أبريل، تم وضع خطط للضغط على الدول القريبة من الصين لتعزيز العلاقات الدفاعية مع واشنطن، بما في ذلك شراء المعدات العسكرية الأمريكية وزيارات الموانئ.
ردود الخبراء على استخدام الرسوم الجمركية
قالت ويندي كولتر، التي تملك خبرة طويلة في مكتب الممثل التجاري الأمريكي وتشغل الآن منصب نائب رئيس معهد مجتمع آسيا في واشنطن، إن هذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها استخدام الرسوم الجمركية كأداة تتجاوز نطاق المفاوضات التجارية التقليدية. ووصفت هذه الممارسات بأنها غير مألوفة في سياق الاتفاقات التجارية.
تهديدات جمركية لفرض الضغوط
برزت مؤخرًا إشارات على أن ترامب اعتبر الرسوم الجمركية أداة دبلوماسية قوية، حيث هدد بفرض رسوم بنسبة 50% على واردات الهند بهدف إجبار نيودلهي على وقف مشترياتها من النفط الروسي، الذي تعتبره الولايات المتحدة دعمًا للحرب الروسية في أوكرانيا. هذه الخطوة تؤكد اعتماد ترامب على الرسوم الجمركية كجزء من استراتيجيته السياسية والاقتصادية.