الأحد 10 أغسطس 2025 11:26 مـ 16 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

تفاصيل الزلزال العنيف الذي هز اسطنبول التركية

الأحد 10 أغسطس 2025 11:19 مـ 16 صفر 1447 هـ
تفاصيل الزلزال العنيف الذي هز اسطنبول التركية

في مشهد أعاد إلى الأذهان كوارث الزلازل المدمرة التي عرفتها تركيا في العقود الأخيرة، اهتزت مساء الأحد منطقة سندرجي في محافظة بالق أسير بغرب البلاد على وقع زلزال بلغت قوته 6.1 درجات، شعر به ملايين السكان في مدن كبرى بينها إسطنبول وإزمير، وسط عمليات إنقاذ مستمرة بحثاً عن ناجين بين الأنقاض.

الزلزال الذي سجل عند الساعة 19:53 بالتوقيت المحلي (16:53 بتوقيت غرينتش)، وبعمق 10 كيلومترات وفق المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض، دفع فرق إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) إلى استنفار عاجل، حيث أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا أن جميع الفرق المختصة بدأت عمليات البحث الميدانية فور وقوع الهزة، مؤكداً أنه لم تُسجَّل حتى الآن "أي حادثة غير مرغوبة" على نطاق واسع.

لكن في مركز الزلزال، كانت الصورة أكثر قسوة. فقد أكد رئيس بلدية سندرجي، سرحان ساك، انهيار عشرة مبانٍ، بينها مبنى من ثلاثة طوابق وسط المدينة، كان يقطنه ستة أشخاص، أُنقذ أربعة منهم، بينما لا تزال الجهود متواصلة للوصول إلى شخصين آخرين. وأشار ساك إلى تدمير مبانٍ ومساجد، لكنه أوضح أنه لا توجد حتى الآن خسائر في الأرواح.

الهزات الارتدادية لم تغب عن المشهد، إذ سجلت "آفاد" سبع هزات راوحت قوتها بين 3.5 و4.6 درجات خلال أقل من ساعة من الزلزال الرئيسي، ما أثار مخاوف من مزيد من الانهيارات في المباني المتضررة.

وسائل الإعلام التركية عرضت لقطات مؤثرة لدمار المباني، ومشاهد لرجال الإنقاذ وهم يسحبون رجلاً مسناً مصاباً من تحت الركام في ولاية بالق أسير، بينما استمرت فرق الطوارئ في فحص المباني بإسطنبول والولايات المجاورة تحسباً لوقوع أضرار غير معلنة.

وتأتي هذه الهزة القوية بعد سلسلة من الزلازل التي شهدتها تركيا في الأشهر الماضية، آخرها في يونيو/حزيران حين أدى زلزال بقوة 5.8 درجات إلى مقتل فتاة وإصابة 69 شخصاً في جنوب غرب البلاد، في حين لا تزال البلاد تتعافى من كارثة فبراير/شباط 2023 التي أودت بحياة أكثر من 53 ألف شخص في جنوب شرق البلاد ودمّرت مدينة أنطاكيا التاريخية.

تركيا، الواقعة على تقاطع صدعين زلزاليين رئيسيين، تعيش منذ عقود مع واقع أن الأرض تحت أقدامها قد تتحرك في أي لحظة، لتذكّر مواطنيها والعالم بأن قوة الطبيعة قد تفاجئ الجميع، مهما بلغت الاستعدادات.