لماذا يصعب فهم ”روشتات” الأطباء؟ أسباب سوء خط اليد في المجال الطبي

في كل زيارة للطبيب، يُصاب الكثير من المرضى بالحيرة أمام الروشتة الطبية المكتوبة بخط يد غير واضح، حيث تبدو وكأنها رموز يصعب فك شيفرتها. ومع حلول اليوم العالمي للخط، تزداد التساؤلات حول السبب الحقيقي وراء صعوبة قراءة خط الأطباء، وهل هو مرتبط بالمهنة فعلاً أم مجرّد انطباع شائع.
هل خط الأطباء سيئ بالفعل؟ دراسة تكشف المفاجأة
في هذا التقرير نستعرض الأسباب الحقيقية وراء صعوبة فهم خط الأطباء، بناءً على ما نشره موقع Pinkvilla.
خلافًا للاعتقاد الشائع، تشير دراسة حديثة إلى أن خط الأطباء ليس بالضرورة الأسوأ مقارنة بغيرهم من العاملين في قطاعات أخرى. فقد قام باحثون بمقارنة خط اليد بين مجموعة متنوعة من العاملين في مجال الرعاية الصحية، شملت أطباء، ممرضين، ومديري مستشفيات، ووجدوا أن خط الأطباء لا يختلف كثيرًا عن خط زملائهم، بل قد يكون أفضل أحيانًا.
لماذا لا نفهم خط الأطباء؟ إليك الأسباب الحقيقية
1. ضغط العمل وسرعة الكتابة
تُعرف بيئة العمل الطبي بأنها سريعة الإيقاع ومليئة بالتفاصيل. الأطباء يضطرون لتدوين الملاحظات بشكل سريع على مدار اليوم، مما يؤدي إلى اختصار الحروف والكلمات لربح الوقت.
2. غياب أماكن مريحة للكتابة
غالبًا ما لا يتوفر للأطباء مكان مخصص أو مناسب للكتابة مثل المكاتب، لذا يُضطرون للكتابة على ملفات المرضى، أو الطاولات المتنقلة، أو حتى على أرجلهم، ما ينعكس على شكل الخط وجودته.
3. الاعتماد على الاختصارات الطبية
الروشتات الطبية تحتوي على اختصارات ومصطلحات طبية معقدة لا يفهمها إلا العاملون في المجال الطبي. لذلك، قد يبدو الخط غير مفهوم، في حين أنه واضح للأطباء والمختصين فقط.
4. غياب الفهم الطبي لدى المرضى
حتى لو كانت الكتابة واضحة، فإن المصطلحات الطبية الغريبة مثل “TID” أو “PRN” تجعل من الصعب على غير المختصين قراءة الوصفة بشكل صحيح.
لماذا لا تُحل المشكلة رقميًا؟
في السنوات الأخيرة، بدأت بعض المستشفيات والمؤسسات الصحية بالتحول إلى الوصفات الطبية الإلكترونية لتقليل الأخطاء الناتجة عن سوء الفهم. ورغم فاعليتها، إلا أن التحول الرقمي ما زال غير شامل في جميع الدول، خاصة في العيادات الخاصة أو الريفية.
اليوم العالمي للخط.. فرصة لإعادة التفكير
يتزامن هذا الجدل مع اليوم العالمي للخط، وهو مناسبة سنوية تهدف إلى تعزيز أهمية الكتابة اليدوية وتحسينها، ربما يكون هذا التوقيت المثالي لتسليط الضوء على أهمية تدريب الكوادر الطبية على كتابة أوضح أو تعميم الوصفات الإلكترونية كحل عملي ودائم.
خط يد الأطباء ليس أسوأ من غيرهم، لكنه نتاج بيئة عمل ضاغطة ومليئة بالتفاصيل، حيث تكون السرعة والدقة أهم من الجمال الشكلي للكتابة، ومع زيادة الوعي واستخدام التقنية، يمكن تقليل حالات الخطأ وتحسين تجربة المريض في فهم علاجه.