الكويت تنهي مهام الداعية سالم الطويل بعد تصريحات مثيرة للجدل

أقدمت وزارة الشؤون الإسلامية في الكويت على إنهاء مهام الداعية سالم الطويل من الإمامة والخطابة بعد ثبوت مخالفته للوائح المنظمة لمهام رجال الدين، وفقاً للوثائق الرسمية الصادرة عن الوزارة. ويأتي القرار في إطار التداعيات المترتبة على سلسلة تصريحات أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط المحلية والخليجية.
مطالب بإخلاء الوحدة السكنية
تضمن القرار مطالبة سالم الطويل بإخلاء الوحدة السكنية المخصصة له خلال مهلة ثلاثة أشهر تنتهي في أغسطس 2025، استناداً إلى اللوائح التنظيمية الخاصة برعاية العاملين في السلك الديني، وهو ما يعكس تشدد السلطات في التعامل مع مخالفات رجال الدين التي تمس النظام الداخلي للمؤسسات الدينية.
خلفية الأزمة والتصريحات المثيرة
وكان سالم الطويل يشغل منصب خطيب مسجد “صقر الصقر” في محافظة الأحمدي، وقد أثارت تصريحاته المسيئة للمذهب الإباضي موجة من الانتقادات في السنوات الماضية، حيث وصف بعض المفاهيم الدينية بمصطلحات اعتبرها مراقبون مسيئة وتتجاوز حدود الاختلاف الفكري المعتاد بين المذاهب.
ردود الأفعال العمانية
تسببت مواقف الطويل في تصاعد موجة غضب في الأوساط العمانية، حيث طالب نشطاء ومثقفون بوقف ما وصفوه بـ"الخطاب الطائفي"، مؤكدين على عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين العماني والكويتي، وضرورة احترام قيم التسامح والتعايش التي تميز المنطقة.
تأكيد الأكاديميين الكويتيين على التسامح
علق أكاديمي كويتي بارز على الأزمة، مؤكداً أن عُمان تمثل نموذجاً للتعايش والتسامح في الخليج، وأن أي مساس بهذا النموذج يعد تهديداً للقيم المشتركة بين دول مجلس التعاون، داعياً إلى ضبط الخطاب الديني بما يضمن استقرار المجتمعات وتماسك النسيج الاجتماعي.
حساسية المنطقة تجاه الخطاب الطائفي
يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه المنطقة حساسية مفرطة تجاه أي خطاب قد يُفسر على أنه يستهدف الوحدة الوطنية أو التماسك الاجتماعي، وسط تحذيرات مستمرة من خطر التصريحات الطائفية على استقرار المجتمعات، وهو ما جعل قرار وزارة الشؤون الإسلامية الكويتية يعكس حرصها على ضبط الخطاب الديني ومنع أي إساءة محتملة.