”انهيار داخلي ورعب يجتاح قيادات الحوثي.. تهديدات بالتصفية الجسدية وحالة استنفار تكشف السيناريو الأسود!”

في مشهد يُنذر بتصعيد خطير داخل المعقل الحوثي، تشهد الجماعة الانقلابية حالة من الهلع الداخلي، تُترجم على أرض الواقع بسلسلة تهديدات صريحة بالتصفية الجسدية، واستنفار إعلامي وأمني غير مسبوق، وفق ما كشفه الصحفي اليمني البارز وائل البدري في تحليل موسّع كشف فيه عن "رعب داخلي حقيقي" يجتاح قيادات الجماعة، في وقت تتهاوى فيه أوراقهم الإقليمية واحدة تلو الأخرى.
وأشار البدري، في منشور حظي بمتابعة واسعة على حسابه الرسمي في "فيسبوك"، إلى أن التحركات الأخيرة من قبل قيادات بارزة في الجماعة، من بينها ما يُعرف بـ"سي عبده" – في إشارة صريحة إلى زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، ورئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، بالإضافة إلى جهاز المخابرات التابع للحوثيين – لم تعد مجرد تحذيرات، بل تحوّلت إلى تهديدات مباشرة تطال شخصيات سياسية وأمنية وإعلامية وناشطين معارضين.
"التهديد بالتصفية لم يعد خفيًا، بل صار علنيًا. وراء هذا الاستنفار الإعلامي والأمني، ليس قوة، بل خوف من السقوط من الداخل"— وائل البدري، الصحفي اليمني
الانهيار الإقليمي يُسرّع سقوط الجماعة من الداخل
يُلفت البدري إلى أن هذا التصعيد لا ينفصل عن التغيرات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة، حيث يشهد المحور الذي تتبعه الجماعة – وخصوصًا إيران – تراجعًا ملحوظًا في نفوذه، مع تراجع الدعم المالي والعسكري، وتقلّص الحضور في ملفات إقليمية حيوية كسوريا ولبنان والعراق.
ويضيف أن "الانهيار المتسارع للمحور الإقليمي للحوثيين يُعد الضربة القاتلة لمعنويات القيادة الحوثية، التي تعتمد بشكل شبه كامل على الدعم الخارجي، سواء بالسلاح أو بالتغطية السياسية". ويشير إلى أن "ما يحدث اليوم يفوق توقعات أكثر المحللين تفاؤلًا بقدرة الجماعة على الصمود".
هل يُنذر التصعيد بانهيار داخلي شامل؟
المراقبون يرون أن التهديدات المتكررة، وحالة الاستنفار الأمني والسياسي، لا تعكس قوة، بل تُعدّ مؤشرًا كلاسيكيًا على الهشاشة والخوف من التمرد الداخلي. فالحوثيون، وفق خبراء في الشأن اليمني، يعيشون حالة تناقض حادة: فبينما يُظهرون الاستقرار الإعلامي والسياسي، تُسجّل مصادر محلية احتكاكات داخلية، وصراعات على النفوذ، وانقسامات في صفوف القيادات الوسطى.
وبحسب مصادر أمنية يمنية، فإن "أي تحرك رمزي، كمراقبة مطار صنعاء أو تغيير في توزيع المهام الأمنية، يُقابل برد فعل عنيف من قيادة الجماعة، ما يوحي بأنهم يعيشون على حافة انهيار داخلي قد يبدأ من داخل مؤسساتهم الأمنية نفسها".
الحليف الخارجي يتراجع.. والشعب ينتظر
التحليلات تشير إلى أن الحوثيين يدركون جيدًا أن أي انهيار داخلي سيكون كارثيًا، خصوصًا في ظل غياب أي دعم شعبي حقيقي، وفقدان الشرعية حتى بين أوساط الموالين سابقًا. كما أن تراجع الدعم الإيراني، سواء عبر الحرس الثوري أو عبر قنوات التمويل، يزيد من حجم الأزمة.
"إذا سقط الحوثي من الداخل، فلن يجد من يحميه. لا حليف دولي، ولا ظهر شعبي، ولا حتى شبكة تواصل إقليمية قوية. العالم سينظر إليه ككائن منسحق، لا يستحق حتى التفاوض"— خبير سياسي يمني، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته
ماذا بعد؟ هل نشهد فلتانًا أمنيًا أم انتفاضة؟
السؤال الذي يطرحه المراقبون الآن: هل هذه التهديدات ستُؤدي إلى تفجير داخلي، أم ستُسهم في كبح جماح أي تحرك معارض عبر الخوف؟
فالحوثيون يراهنون على الردع بالخوف، لكن التاريخ يُظهر أن الرعب لا يُبقي دولة، بل يُسرّع من سقوطها.
مع تصاعد وتيرة التهديدات، وتوسع دائرة الاستهداف لتشمل إعلاميين وناشطين، تزداد التساؤلات حول مصير صنعاء، ومستقبل الجماعة في ظل انهيار متعدد الأبعاد: سياسي، اقتصادي، إقليمي، وداخلي.