السبت 16 أغسطس 2025 09:09 مـ 22 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

دراسة.. القطط المصابة بالخرف قد تساعد في فهم مرض ألزهايمر البشري

السبت 16 أغسطس 2025 03:18 مـ 22 صفر 1447 هـ
القطط المصابة بالخرف
القطط المصابة بالخرف

كشفت دراسة علمية حديثة عن تشابه كبير بين التغيرات الدماغية التي تحدث في أدمغة القطط المصابة بالخرف، وتلك التي تظهر لدى الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر، هذا الاكتشاف قد يُحدث نقلة في فهم المرض وفتح آفاق جديدة لتطوير علاجات فعالة، ليس فقط للبشر، بل أيضًا لحيواناتهم الأليفة.

القطط المسنة تعاني من أعراض شبيهة بألزهايمر

216.73.216.175

أظهرت الدراسة أن العديد من القطط الكبيرة في السن تعاني من تغيرات سلوكية مثل:

  • المواء المفرط أو غير المعتاد

  • الارتباك داخل المنزل

  • اضطرابات النوم

  • فقدان مهارات التعرف والتفاعل

وتتشابه هذه الأعراض مع علامات الإصابة بالخرف أو مرض ألزهايمر عند الإنسان، مما دفع الباحثين إلى دراسة أدمغة هذه القطط بعد وفاتها.

تراكم بروتين "بيتا أميلويد" في دماغ القطط

أحد أبرز الاكتشافات في الدراسة كان تراكم بروتين بيتا أميلويد، وهو بروتين سام مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمرض ألزهايمر، داخل أدمغة القطط المصابة بالخرف. وقد رُصد هذا التراكم داخل المشابك العصبية، وهي الوصلات التي تسمح للخلايا العصبية بالتواصل.

فقدان هذه المشابك العصبية يضعف قدرة الدماغ على إرسال واستقبال الإشارات، ما يؤدي إلى تدهور في الذاكرة والوظائف المعرفية.

تقليم المشابك العصبية ودوره في الخرف

أظهرت النتائج أيضًا أن أنواعًا من خلايا الدماغ مثل الخلايا النجمية والخلايا الدبقية الصغيرة تقوم بـ"التهام" المشابك العصبية المتضررة، وهي عملية طبيعية تُعرف بـ"تقليم المشابك العصبية"، تحدث عادة خلال مراحل تطور الدماغ. لكن في حالة الخرف، قد تكون هذه العملية ضارة وتؤدي إلى مزيد من الفقدان الوظيفي.

القطط كنموذج طبيعي لأبحاث ألزهايمر

بعكس القوارض المستخدمة في التجارب المخبرية، والتي تُعدل جينيًا لتقليد الخرف، فإن القطط تُصاب بشكل طبيعي بتغيرات دماغية مشابهة لألزهايمر، ما يجعلها نموذجًا بيولوجيًا أكثر دقة لدراسة المرض.

هذا النموذج الطبيعي قد يُسرّع في تطوير اختبارات أكثر موثوقية للعلاجات البشرية، بالإضافة إلى إيجاد حلول لتحسين نوعية حياة الحيوانات المصابة.

فوائد مستقبلية مزدوجة: للبشر والقطط

تشير هذه الدراسة إلى أن التداخل البيولوجي بين القطط والبشر في سياق مرض الخرف، يمكن أن يعود بالنفع على كلا الطرفين. فقد تُستخدم الأدوية المطورة للإنسان مستقبلًا في علاج القطط المسنة المصابة بالخرف، والعكس صحيح.

كما يعزز هذا الاكتشاف أهمية رعاية الحيوانات الأليفة المسنّة ومراقبة أي تغيرات سلوكية قد تدل على مشاكل معرفية تستحق الفحص والعلاج.

تُعتبر هذه الدراسة خطوة رائدة في مجال الطب المقارن، حيث يُستخدم السلوك البيولوجي الطبيعي للقطط كنموذج لفهم ألزهايمر بشكل أعمق، وتفتح نتائجها آفاقًا جديدة في البحث العلمي وتطوير العلاجات للإنسان والحيوان على حد سواء.