لعبة النفسية: كيف يستخدم الحوثيون العروض العسكرية للترهيب؟

في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر السياسي في صنعاء، تثير لقطات مصورة لعرض عسكري غير مسبوق، أُجريت من قبل مليشيات الحوثي قبالة منزل شخصية سياسية مؤثرة، جدلاً واسعاً حول طبيعة الرسالة الكامنة خلف هذا التحرك. فهل كان مجرد "عرض للقوة" كما تدعي الجماعة، أم أنه رسالة تهديد مباشرة موجهة إلى شخصية يرفض التخبوط ويبقى واقفًا في وجه الضغوط؟
216.73.216.175
حيث أكد القاضي اليمني عبدالوهاب قطران أن العرض العسكري الذي نفّذته مليشيات الحوثي في منطقة الحصبة، قبالة منزل الشيخ حمير الأحمر، أحد أبرز الشخصيات القبلية والسياسية في اليمن، لم يكن مجرد تظاهر عسكري عابر، بل رسالة تخويف واضحة، تستهدف شخصية رفضت الانصياع للضغوط أو مغادرة العاصمة رغم المخاطر.
وقال القاضي قطران، في منشور له على فيسبوك، إن الاتهامات الموجهة حديثًا لحمير الأحمر، مثل "العمالة" و"التورط في صفقات مالية"، ليست سوى إعادة لتكتيك قديم استخدمته السلطات الحوثية ضد كل من يخالف توجهاتها، مشيرًا إلى أنه شخصيًا وعدد من الناشطين واجهوا اتهامات مشابهة خلال السنوات الماضية.
وأضاف أن بقاء الأحمر داخل العاصمة، رغم تعرض أسرته لتفجير منازلهم ونهب ممتلكاتهم، إلى جانب التهديدات المتواصلة التي يتلقاها، يعكس – بحسب تعبيره – "قدرة على الصمود تحت ضغوط سياسية وأمنية كبيرة"، مؤكدًا أن هذا النوع من الاستهداف يندرج ضمن سياسة ممنهجة تتبعها الجماعة لمواجهة الشخصيات المعارضة عبر أدوات التشهير والتخوين.
اقتباس مميز من القاضي قطران:
"ما حدث في الحصبة إشارة واضحة إلى أن سياسة الترهيب لم تتغير، وأن أدواتها هي نفسها: استعراضات عسكرية، تهم جاهزة، ورسائل تخويف مبطنة."
وأشار القاضي إلى أن استهداف حمير الأحمر يدخل ضمن ما وصفه بـ "الحرب الباردة" التي تشنها الجماعة ضد كل من يرفع صوته ضد الفساد والظلم، حيث تُلصق تهم مثل "التواطؤ مع الخارج" أو "قبض الأموال" بأي شخص لا يرضخ لسلطاتها.