إنّها مارب

ماعاد في مأرب إلا شارعين أو مديريتين فعلام التباهي والتفاخر والنظام والقانون يُنتهكان ( يغرد بعض) ، في هذين الشارعين والناحيتين تُرتكب الانتهاكات وتُصادر الحقوق والحريات ( يفسبك بعض) ، شارعان يَتحكم بهما حزب ( الإصلاح ) ويتحكم بكل أشكال الحياة فيهما ( يغرد ويفسك بعض) ...
216.73.216.111
ياقوم إنها مأرب ( الحضارة والتاريخ) ( الدولة والقبيلة والجمهورية) ( الجيش والمقاومة) ( النضال والنهضة والبناء ) مأرب ليست دولة الفاتيكان بمساحة (نصف كيلو متر مربع ) وليست الصين بمساحة تقترب من (عشرة مليون كم مربع)
مأرب محافظة يمنية نعترف بأن جزءا منها كبيرا أو صغيرا تم احتلاله من قبل (جمهورية إيران) ومعها (معظم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ) عبر تواطئ مفضوح ودعم لم ينته للجماعة الحوثية الإرهابية ومع ذلك كله مأرب تقاوم وتبني وتمثل الأنموذج الأفضل لتطبيق النظام والقانون ، وماكان عِظم المساحة وكثرة السكان عاملان رئيسيان للبقاء والفناء ولو كانا كذلك فإنهما لم يغنيا عن الإتحاد السوفيتي حين تفككه شيئا..
المدينة الفاضلة صورة تخيلية للعم افلاطون ولن تكون مأرب المدينة الفاضلة، وماكان سلطانها وسلطتها من أولي العزم من الرسل ، سيظل الخطأ ملازما لمن يعمل لصالح تثبيت دعائم الجمهورية ويقاوم لاستعادة الدولة وستبرز بين الفينة والفينة إشكالات وتجاوزات يرتكبها مقصرون تجاوزوا النظام ،وبالمقابل مع كل خطأ وتجاوز تبادر السلطات لتصحيح الأخطاء وتسوية كل الإشكالات ، هناك من لايرتكبون أخطأُ لأنهم عاجزون عن العمل للحفاظ على قيم الدولة وحماية منجزات الجمهورية ورضوا أن يكونوا مع الخوالف.
مارب ومع نشر هذا المقال تذود بخيرة رجالها في جميع جهاتها عن (شارعيها) حسب زعم بعضهم وتدفِن خيرة أبطالها ثم يأتي أحدهم لينال من جيشها وقيادته متهما وناشرا ومشهرا أن بعض منتسبي هذه المؤسسة أخطأ في حقه، وفي الوقت الذي فيه رجال الأمن بكافة أجهزته يسهر لتنام هذه المدينة ويفكك عبوات وضعت على جوانب (شارعيها) ويٕحكم قبضته على خلايا ارهابية لاتفتأ تقلق السكينة وتأت المنكر وتقطع السبيل يطالعك بعض ان(س أو ص)في هذه الأجهزة تجاوز في حقه ولم يكتف بذلك لينال من منظومة الأمن مؤسسات وقيادات فيتداعى لنصرته متضامنون من خلف المحيطات ومن داخل الجحور لم يطالبوا بنصرته فحسب وإنما للمطالبة بالإنتصار على المدينة وأمنها وجيشها.
مأرب لم تكن رقعة جغرافية وتجمع بشري فحسب وإنما (فسيفساء) لمكونات ( سياسية واجتماعية وفكرية وثقافية وقبلية ونخبوية.. الخ) وصلت إلى حد من التناغم والإنسجام في حالة حرب لم تصل الى مثله في حالة السلم وإن تعكير مثل هذا التناغم والإنسجام بحمل المظالم حين وجودها من التخصيص إلى التعميم على المجموع والمؤسسات والهيئات والكيانات فإنما ذلك حقد وإجحاف ومآربٌ تُراد لمارب.
إن تجاوز النظام والقانون مهما كانت الدواعي والضرورات وفي أي ظرف إنما ذلك تعد على الحقوق ومجلبة للسخط والتذمر ومؤذنٌ بالهدم ووحده القانون من يحدد الضرورات وعلى السلطات تبيين ذلك وتعاهد المجتمع بالتوعية القانونية في مختلف الوسائل حتى لايقع الخطأ والزلل من الطرفين.
وأخيرا من كانت له مأرب ملاذا يوم ضاقت عليه الحيل والسُبل وكانت له حصنا وأمانا حين حاصره الخوف ثم ناله ظلم أو هضم وتجاوز حده في الشكوى للنيل منها بالنيل من مؤسساتها الحامية والمدافعة عنها والبانية لها فإنما هو كـ (من يستلقي على ظهره ويتبول على فِيه).