السبت 23 أغسطس 2025 07:40 صـ 29 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

من يملك قرار اليمن نحن أم الغرباء ؟

السبت 23 أغسطس 2025 07:37 صـ 29 صفر 1447 هـ
عبدالجبار سلمان
عبدالجبار سلمان

يا أبناء اليمن… الوطن الذي نحمله في قلوبنا اليوم يعيش أخطر مراحله. لم يعد ما يحدث مجرد خلاف بين أحزاب أو صراع على سلطة، بل معركة أكبر بكثير، معركة يُرسم فيها مستقبل اليمن من الخارج لا من الداخل. قرارنا السيادي لم يعد بيدنا. القوى السياسية والعسكرية تتحرك وكأنها مربوطة بخيوط في يد الآخرين، لا تجرؤ على تجاوز ما يُرسم لها. والخاسر الوحيد هو الشعب ملايين من الجائعين، العاطلين، النازحين، من الشمال إلى الجنوب، يعيشون على الهامش، بلا صوت وبلا كرامة. اليمن صار ساحة مفتوحة لتبدل الولاءات وشراء المواقف. تحالفات اليوم قد تنقلب غداً، والأرض التي نعيش عليها قد تُرسم خرائطها في عواصم لا تعرف معنى أن تكون يمنياً، ولا يهمها إن جاع طفل أو تمزقت أسرة. كل ما يعنيها هو مصالحها ونفوذها. وهنا السؤال المرعب هل نصحو ذات صباح على يمن واحد موحد لكن بشروط الغرباء ؟ أم نصحو على يمن ممزق، شمال وجنوب بلا ملامح، بلا سيادة، بلا هوية ؟ المؤلم أن أغلب القوى التي ترفع شعارات كبيرة على الأرض ليست إلا أدوات تتحرك بأوامر غيرها. يُستخدمون في معارك جانبية، يستهلكون وقتهم وقوتهم في خلافات فارغة، بينما خصوم اليمن الحقيقيون يتفقون على أهدافهم ويحافظون على أوطانهم. العالم ينظر إلينا اليوم ولا يرى إلا قادة فاشلين لم يستطيعوا القضاء على ميليشيا الحوثي، نخب فاسدة، وسياسيين يبيعون الوطن خدمةً لمشاريع خارجية، أولها المشروع الإيراني وأدواته. هذه هي صورتنا في عيون الآخرين، صورة مشوهة ومهينة. لكن الزمن لا ينتظرنا. كل يوم يمر يجعلنا أقرب من لحظة الانكسار الكامل. إذا لم نصحُ الآن، إذا لم نتمسك بوطننا ونصنع قرارنا بأيدينا، فسوف نجد أنفسنا أمام يمن بلا سيادة، مجرد اسم على خريطة التاريخ. نحن بحاجة إلى وقفة ضمير، إلى هزة وطنية تهزّ عقولنا وقلوبنا معاً. بحاجة إلى أن نستعيد شرف الانتماء إلى هذا الوطن، وأن نتوحد قبل أن تضيع الفرصة. الخيار أمامنا واضح إما أن نستعيد القرار ونبني وطننا بإرادتنا، أو نستسلم للغير ونخسر اليمن إلى الأبد.

216.73.216.10