ثمانية قتلى بينهم أطفال في سيول جارفة تضرب عدة محافظات يمنية

لقي ثمانية أشخاص على الأقل، بينهم أطفال، مصرعهم، فيما أصيب آخرون في عدد من المحافظات الشمالية والشرقية في اليمن، إثر سيول جارفة وأمطار غزيرة ضربت البلاد خلال اليومين الماضيين، وفق مصادر محلية وسكان.
في محافظة حجة شمال غربي البلاد، توفي ثلاثة أطفال أشقاء تراوحت أعمارهم بين 5 و11 عامًا إثر انهيار منزلهم نتيجة الأمطار الغزيرة يوم السبت. كما ألحقت السيول أضرارًا واسعة بمنازل وممتلكات مئات النازحين في منطقة عبس بالمحافظة.
أما في محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن، فقد توفي رجل وابنه غرقًا جراء سيول اجتاحت مديرية عسيلان مساء الجمعة، بعد ساعات من وفاة طفلين وشاب في حوادث غرق أخرى بالمحافظة نفسها وفي حضرموت المجاورة، ما يرفع حصيلة الوفيات في شبوة وحضرموت إلى خمس حالات خلال 48 ساعة.
وفي العاصمة المؤقتة عدن، شهدت أحياء عدة أمطارًا غزيرة وسيولًا غير مسبوقة استمرت لساعات، مسببة شللًا شبه كامل لحركة السير في الشوارع والتقاطعات الرئيسية، للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع. وسيول الأمطار القادمة من محافظة لحج اجتاحت المدينة ووصلت لأول مرة منذ عقود إلى البحر، مما أدى إلى قطع الطريق الرابط بين المنصورة والبريقة وسط حالة طارئة.
وقالت مصادر محلية لـ"المشهد اليمني"، إن السيول اجتاحت مناطق الحسوة وبئر أحمد، حيث غمرت المنازل والأحياء السكنية وحاصرت النساء والأطفال، وقطعت الشوارع الرئيسية، ما أوقف حركة السير بالكامل. وأطلق الأهالي مناشدات عاجلة للسلطات المختصة لإنقاذ المواطنين، وسط أنباء عن فقدان ثلاثة أطفال حتى اللحظة، فيما أفاد شهود عيان بأن السيول لم تجد مخرجًا إلى البحر، ما أدى إلى انفجارها فوق المناطق السكنية في الحسوة.
وأوضحت المصادر أن السيول غرقت عدداً من الشوارع الرئيسية بالمدينة، ما زاد من تعقيد الوضع، فيما وجه الأهالي نداءات عاجلة لتوجيه فرق الإنقاذ وأصحاب الشيولات لإجلاء العالقين وإنقاذ الأرواح.
من جهة أخرى، أعلنت المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بمحافظة عدن عن توقف ضخ المياه من حقل بئر أحمد، نتيجة تعرض الخط الرئيسي الناقل (قطر 24) لأضرار بالغة بسبب السيول الجارفة. وأشارت المؤسسة إلى أن الأضرار شملت الخط الممتد بين مدينتي الشعب والحسوة، مما تسبب في انقطاع الإمدادات المائية عن عدة مناطق بالعاصمة. وأكدت أن فرقها الفنية ستباشر أعمال الصيانة فور انحسار السيول لاستئناف ضخ المياه في أقرب وقت ممكن.
وفي خطوة متابعة، أجرى الرئيس رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اتصالًا هاتفيًا برئيس مجلس الوزراء سالم بن بريك، لمراجعة الإجراءات الحكومية للتعامل مع الأضرار الواسعة التي خلفها المنخفض الجوي في عدن وعدد من المحافظات. واستمع الرئيس إلى تقرير أولي حول حجم الخسائر التي طالت الممتلكات العامة والخاصة، والحيازات الزراعية، والطرق، والبنية التحتية، والخدمات الأساسية، إضافة إلى الجهود المنسقة مع السلطات المحلية والمنظمات الإقليمية والدولية لتقديم العون وتنفيذ عمليات الإنقاذ والإغاثة للمتضررين.
وأشاد العليمي بجهود الحكومة والسلطات المحلية في مواجهة تداعيات المنخفض، مؤكدًا أهمية تعزيز التدابير الاحترازية، والعمل على سياسات أكثر استدامة ترفع من قدرات مراكز الإنذار المبكر وتساعد على التكيف مع المتغيرات المناخية، خاصة في المحافظات الشرقية.
216.73.216.10