دراسة حديثة تكشف إمكانية استعادة الصحة الجيدة بعد التقدم في العمر

كشفت دراسة علمية حديثة أن تراجع الحالة الصحية المرتبط بالتقدم في العمر ليس أمرًا نهائيًا لا يمكن تغييره، بل يمكن تحسينه بشكل كبير من خلال تبني نمط حياة صحي خلال فترة قصيرة قد لا تتجاوز ثلاث سنوات، هذه النتائج الجديدة تمنح الأمل لكبار السن الذين يعتقدون أن التدهور الصحي حتمي مع تقدم العمر.
تفاصيل الدراسة وأهميتها
216.73.216.81
نشرت الدراسة في مجلة PLOS One وقام الباحثون فيها بتحليل بيانات من الدراسة الطولية الكندية حول الشيخوخة، التي شملت أكثر من 8000 مشارك من كبار السن ممن لم يكونوا في حالة صحية مثالية عند بداية المتابعة. وأظهرت النتائج أن واحدًا من كل أربعة أشخاص استطاع استعادة صحة جيدة بشكل ملحوظ خلال ثلاث سنوات فقط، وهو ما يتحدى الفكرة التقليدية بأن تدهور الصحة أمر لا مفر منه مع تقدم العمر.
المتوقع أن يشكل كبار السن الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر أكثر من 20% من السكان في الولايات المتحدة بحلول عام 2040، مع احتياج 60% منهم لخدمات دعم طويلة الأمد. وفي عام 2023، أفاد 93% من هذه الفئة بإصابتهم بمرض مزمن واحد على الأقل، مما يجعل هذا الاكتشاف بمثابة بصيص أمل لتحسين جودة حياتهم.
كيف يمكن استعادة الصحة مع التقدم في العمر؟
ركزت الدراسة على ثلاثة عوامل رئيسية تؤثر بشكل مباشر في تحسين الحالة الصحية عند كبار السن:
1. ممارسة الرياضة بانتظام
التمرين البدني، وخاصة تمارين القوة والتحمل، له دور أساسي في تعزيز اللياقة البدنية والوقاية من الأمراض المزمنة المرتبطة بالتقدم في العمر.
2. تحسين جودة النوم
النوم الجيد والمستمر يساعد في تجديد الطاقة، وتحسين وظائف الدماغ، ودعم الجهاز المناعي، وهو أمر ضروري للحفاظ على صحة مثالية.
3. اتباع نظام غذائي متوازن
تناول الغذاء الصحي الغني بالفيتامينات والمعادن والألياف يساهم في دعم وظائف الجسم المختلفة ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
الصحة النفسية والاجتماعية.. ركيزة لا تقل أهمية
لم تقتصر الدراسة على الجوانب الجسدية فقط، بل أشارت إلى أن مواجهة مشاعر الوحدة والعزلة الاجتماعية تلعب دورًا كبيرًا في صحة كبار السن. فقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من الوحدة المزمنة معرضون لمخاطر صحية أكبر، بما في ذلك زيادة احتمال الإصابة بالسكتات الدماغية بنسبة 56%.
التواصل الاجتماعي المستمر، وتقنيات إدارة التوتر، ودعم الصحة النفسية يمكن أن تحسن الإدراك وتعزز من فرص التعافي والاستمرار في العيش بجودة حياة مرتفعة حتى في مراحل متقدمة.
تحديات وفرص جديدة لفهم الشيخوخة
تكمن أهمية هذه الدراسة في إظهار أن الشيخوخة ليست مجرد رحلة حتمية نحو التدهور الصحي، بل يمكن أن تتضمن مراحل من النمو والتعافي. وهذه النظرة الجديدة تشجع على تبني سياسات صحية وبرامج دعم تهدف إلى تحسين نمط حياة كبار السن وتشجيعهم على اتباع عادات صحية، بما يعزز من استقلاليتهم ورفاههم.
مع التقدم في العمر، لا يعني تراجع الحالة الصحية نهاية المطاف، بتبني نمط حياة صحي يشمل التمارين المنتظمة، النوم الجيد، التغذية المتوازنة، والدعم النفسي والاجتماعي، يمكن لكبار السن تحسين صحتهم بشكل كبير خلال فترة زمنية قصيرة، مما يمنحهم فرصة للتمتع بحياة أطول وأفضل جودة.