الأحد 24 أغسطس 2025 07:11 مـ 1 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”كيف هزّ مشروع يمني عملاق القهوة ستاربكس في قلب نيويورك؟!”

الأحد 24 أغسطس 2025 07:18 مـ 1 ربيع أول 1447 هـ
مشروع موكا اند كو
مشروع موكا اند كو

في زقاق مزدحم بقلب مانهاتن، حيث تتنافس العلامات التجارية الكبرى على اجتذاب العملاء، يقف متجر صغير بتصميم عصري وألوان تُوحي بالصحراء والتراث، لا يبيع فقط قهوة، بل يروي قصة أمة.

216.73.216.10

إنها "موكا آند كو" (Moka & CO)، أول علامة تجارية يمنية تُفتتح في قلب نيويورك، وتُحدث زلزالًا في عالم القهوة برسالة ثقافية عميقة: "القهوة ليست مشروبًا فقط، بل هي جذور، وتاريخ، وهوية".

في وقتٍ تُسيطر فيه عمالقة مثل ستاربكس على السوق الأمريكي، تبرز موكا آند كو ليس كمنافس تجاري فقط، بل كمنصة ثقافية طموحة تسعى إلى إعادة صياغة الصورة النمطية عن اليمن، وتقديمها للعالم من خلال فنجان قهوة.

من الفكرة إلى الواقع: فرع رقم 22 في أمريكا، والثاني في نيويورك!

تم تأسيس موكا آند كو كجزء من شبكة تضم 22 فرعًا في الولايات المتحدة، ويُعد فرع مانهاتن السادس في نيويورك، ما يعكس نجاحًا تجاريًا وثقافيًا غير مسبوق. لكن ما يميز هذا المشروع ليس عدد فروعه، بل الرؤية الاستراتيجية وراء كل كوب يتم تقديمه.

"موكا آند كو ليس مجرد مشروع لبيع القهوة، بل هو منصة ثقافية لنشر التراث اليمني."
— أحد المؤسسين

الهدف واضح: تقديم القهوة اليمنية الأصيلة، التي يُعدّها الخبراء من بين أفضل أنواع البن في العالم، في بيئة عصرية تجمع بين الأصالة والحداثة، وتجذب ليس فقط عشاق القهوة، بل المهتمين بالثقافات والهويات المختلفة.

روح الفريق: لا رؤساء، فقط شركاء في النجاح

ما يلفت في "موكا آند كو" هو نموذج الإدارة الفريدة. فرغم أن المؤسسين ينتمون إلى خلفيات طبية وعلمية، إلا أنهم اختاروا أن يبنوا المشروع على مبدأ الشراكة الحقيقية:

ويقول المؤسس بالمشروع : "نحن لا نعمل برئيس ونائب، بل كفريق واحد. الجميع شريك في النجاح، والنجاح مسؤولية جماعية."

هذا النموذج أدى إلى خلق بيئة عمل إيجابية قائمة على الثقة، والاحترام، وفهم الثقافة اليمنية في التعامل، مما انعكس إيجابًا على جودة الخدمة، وعلاقات العمل مع الموظفين والشركاء المحليين.

القهوة كوسيلة لتقديم اليمن للعالم

اليمن، موطن أقدم تاريخ للتجارة بالبن في العالم، ظل لعقود مغيبًا عن المشهد العالمي بسبب الأزمات. لكن "موكا آند كو" يسعى لتغيير ذلك.

يُقدّم المتجر القهوة اليمنية بنظام "كولد برو" (Cold Brew)، مشروب بارد مبتكر يُعدّ من أكثر المنتجات طلبًا في السوق الأمريكي. ويُباع هذا المشروب حاليًا حصريًا في فروع موكا آند كو، مع خطط طموحة لتوزيعه في جميع أنحاء نيويورك، ثم الولايات المتحدة.

واضاف المؤسس للمشروع : "من خلال موكا آند كو، نعيد كتابة تاريخ أجدادنا، ونُظهر للعالم أن اليمن ليس فقط بلد الحرب، بل بلد الحضارة، والقهوة، والكرم."

كما يُركّز المشروع على الجودة والعضوية، حيث يتم استيراد الحبوب مباشرة من المزارعين اليمنيين، مع التأكيد على التجارة العادلة، ودعم الاقتصاد المحلي.

توسع طموح: من 6 فروع إلى 12 ولاية أمريكية

لا يتوقف الطموح عند نيويورك. القائمون على المشروع أعلنوا عن خطة توسع تشمل 12 ولاية أمريكية خلال السنوات القليلة المقبلة، مع هدف استراتيجي واضح: جعل القهوة اليمنية جزءًا من الحياة اليومية للإمريكيين.

واردف احد المؤسسين قائلا : "عندما تزداد محلات القهوة اليمنية، يزرع في عقل الزبون فضول تجاه بلدنا. وكل فنجان هو رسالة تعريف بثقافتنا."

ويُعدّ موقع المتجر في قلب مانهاتن اختيارًا استراتيجيًا، حيث يجذب السياح، ورجال الأعمال، والمهتمين بالثقافات، ليكون نافذة ثقافية مفتوحة على اليمن.

الهوية في كل تفصيل: من التصميم إلى الحلويات

لا يقتصر الاهتمام بالتراث على القهوة فقط. فـ موكا آند كو يُقدّم تجربة متكاملة:

  • تصاميم داخلية مستوحاة من العمارة اليمنية.
  • حلويات تقليدية تُقدّم بنسخ عصرية.
  • آلات تحضير القهوة مُصممة خصيصًا تعكس الفن اليمني.
  • عبوات قهوة تحمل رسومات تمثل المدن اليمنية.

المسؤولية الاجتماعية: جزء من الأرباح لدعم اليمن

إلى جانب النجاح التجاري، يُظهر المشروع التزامًا أخلاقيًا قويًا. فجزء من الأرباح يُوجّه إلى مشاريع خيرية تدعم المزارعين اليمنيين، وتساهم في إعادة تأهيل مزارع البن، وتحسين ظروف العمل في المناطق الريفية.

الهدف؟ إعادة بناء مكانة اليمن كمصدر عالمي للبن عالي الجودة، بعد أن تراجع إنتاجه بسبب النزاعات.

ويقول المؤسسون : "نأمل أن تعود بلادنا بخير، وأن يُصبح البن اليمني رقم واحد في العالم."

الرؤية الكبرى: موكا آند كو حول العالم!

الطموح لا يتوقف عند أمريكا. القائمون على المشروع يحلمون بـ:

  • فرع في لندن، دبي، باريس، طوكيو.
  • توفير القهوة اليمنية في المتاجر الكبرى.
  • حملات توعوية ثقافية حول تاريخ اليمن في تجارة القهوة.

هل تعلم أن اليمن هو مهد تجارة القهوة في العالم؟

في عالم يشرب 2.25 مليار فنجان قهوة يوميًا، ما زال كثير من الناس لا يعرفون أن أول حبة قهوة تم تصديرها من ميناء المخا في اليمن.

السؤال الآن: هل ستكون "موكا آند كو" الجسر الذي يعيد اليمن إلى قمة عرش القهوة العالمي؟

موضوعات متعلقة