البنتاجون يمنع أوكرانيا من استخدام صواريخ طويلة المدى ضد روسيا

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن الولايات المتحدة اتخذت قرارًا استراتيجيًا يقضي بمنع أوكرانيا من استخدام صواريخ طويلة المدى من طراز ATACMS لاستهداف الأراضي الروسية. وأوضحت الوزارة أن هذا التوجه بدأ منذ الربيع الماضي، في إطار سياسة تهدف إلى إدارة الأزمة الأوكرانية الروسية بحذر شديد، ومنع توسع رقعة الصراع بشكل يهدد الأمن الدولي.
خلفية القرار العسكري
216.73.216.10
أكد مسؤولون في البنتاجون أن الصواريخ الأمريكية طويلة المدى ATACMS، التي تمتلك قدرات تدميرية عالية، لم تعد متاحة للاستخدام الأوكراني إلا بموافقة مباشرة من وزير الدفاع الأمريكي. ويأتي هذا القرار ضمن مراجعة أمنية موسعة تستهدف تقليل احتمالية التصعيد مع موسكو، وتشجيع روسيا على الدخول في محادثات سلام قد تسهم في تهدئة التوترات المستمرة.
دوافع واشنطن
بحسب المصادر الأمريكية، فإن منع كييف من تشغيل الصواريخ طويلة المدى يعكس رغبة واشنطن في تحقيق توازن دقيق بين دعم أوكرانيا عسكريًا وضمان عدم تجاوز خطوط حمراء مع روسيا. وترى الإدارة الأمريكية أن السماح باستخدام هذه الصواريخ قد يؤدي إلى ضربات عميقة داخل الأراضي الروسية، وهو ما قد يجر حلف شمال الأطلسي إلى مواجهة مباشرة غير مرغوبة.
بدائل عسكرية لأوكرانيا
وعلى الرغم من القيود المفروضة، وافقت الولايات المتحدة مؤخرًا على صفقة تسليح ضخمة لأوكرانيا تشمل أكثر من 3,000 صاروخ ERAM بمدى يصل إلى 450 كيلومترًا. وقد تم تمويل هذه الصفقة بدعم أوروبي، ما يعكس استمرار التزام الحلفاء الغربيين بتعزيز قدرات كييف الدفاعية والهجومية، لكن ضمن حدود لا تسمح باستخدام الصواريخ طويلة المدى بشكل قد يغيّر موازين القوى جذريًا.
تأثيرات القرار على مسار الحرب
يرى مراقبون أن قرار البنتاجون بمنع استخدام الصواريخ طويلة المدى قد يبطئ من تقدم أوكرانيا في بعض الجبهات، لكنه في المقابل يساهم في تخفيف احتمالية التصعيد النووي أو توسيع ساحة الحرب. كما أن هذه السياسة قد تمثل ورقة ضغط دبلوماسية على موسكو لإبداء مرونة أكبر في المفاوضات السياسية.
آفاق المرحلة المقبلة
يبقى السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت روسيا ستستجيب للضغوط الدبلوماسية وتقبل الدخول في تسوية سياسية، أم أنها ستواصل عملياتها العسكرية على نفس الوتيرة. وفي كل الأحوال، فإن مسألة الصواريخ طويلة المدى تظل نقطة محورية في حسابات الأمن القومي الأمريكي، حيث توازن واشنطن بين دعم حلفائها الأوكرانيين ومنع انفجار مواجهة عالمية شاملة.