”اللغة العربية تدخل عصر الذكاء الاصطناعي بقوة: تطبيق سعودي جديد يُحدث ثورة!”

في خطوة تُعد نقلة نوعية في مسيرة التحول الرقمي بالعالم العربي، كشفت شركة "هيوماين"، إحدى الشركات الرائدة التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، عن إطلاق تطبيق "هيوماين تشات"، أول منصة محادثة تفاعلية متقدمة باللغة العربية تعتمد على نموذج الذكاء الاصطناعي "علّام 34B"، الذي يُعد الأضخم والأكثر تطورًا في المنطقة.
216.73.216.10
يُعد الإطلاق الرسمي للتطبيق، المتاح حاليًا عبر الموقع الإلكتروني ومنصتي iOS و أندرويد، خطوة محورية في تعزيز السيادة الرقمية والثقافية للغة العربية، حيث يُركز المشروع على سد الفجوة التي طالما وُجِدت في تمثيل العربية ضمن النماذج العالمية للذكاء الاصطناعي. وستُطرح الخدمة في البداية داخل المملكة العربية السعودية، على أن تتوسع تدريجيًا لتشمل بقية دول الشرق الأوسط، ثم التوسع عالميًا في مراحل لاحقة.
"علّام 34B": نموذج عربي بقدرات عالمية
يُعد "علّام 34B" ثمرة جهود وطنية متميزة، حيث تم تطويره بالتعاون مع المركز الوطني للذكاء الاصطناعي التابع لـ "سدايا" (الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي)، وتم تدريبه على واحدة من أكبر قواعد البيانات العربية في التاريخ، تضم محتوى متنوعًا يشمل النصوص الأدبية، والدينية، والعلمية، والقانونية، والثقافية، مما يمنحه فهمًا عميقًا للسياق اللغوي والاجتماعي العربي.
وقد شارك في تطوير النموذج أكثر من 600 خبير، بينهم 120 متخصصًا في الذكاء الاصطناعي و35 باحثًا يحملون درجة الدكتوراه، إضافة إلى 250 مقيّمًا لضمان دقة الأداء وجودة المخرجات. ونجح "علّام 34B" في اجتياز اختبارات MMLU (Massive Multitask Language Understanding) المستقلة التي أجرتها شركة Cohere، محققًا نتائج تنافسية عالميًا، ما يجعله معيارًا جديدًا في مجال النماذج اللغوية العربية.
نقلة في الذكاء الاصطناعي العربي
وصف طارق أمين، الرئيس التنفيذي لشركة "هيوماين"، إطلاق "هيوماين تشات" بأنه "إنجاز تاريخي للمملكة العربية السعودية"، وقال:
"هذا اليوم يمثل لحظة فاصلة في مسيرة التميز التقني العربي. لقد أثبتت الكفاءات السعودية قدرتها على الجمع بين الريادة التكنولوجية والأصالة الثقافية، لتقديم نموذج ذكاء اصطناعي يُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الملايين."
وأضاف:
"نطمح من خلال هذا المشروع إلى خدمة أكثر من 400 مليون ناطق بالعربية وقرابة ملياري مسلم حول العالم، الذين لم تحظَ لغاتهم وثقافاتهم بالتمثيل الكافي في النماذج العالمية. هذه ليست مجرد أداة تواصل، بل بداية لمسيرة واسعة تهدف إلى تمكين العالم العربي رقميًا، ثم الانطلاق عالميًا."
منصة تفاعلية ذكية بخدمات متنوعة
يُتيح تطبيق "هيوماين تشات" للمستخدمين التفاعل مع نموذج ذكاء اصطناعي قادر على فهم السياقات المعقدة، والرد بدقة وطلاقة باللغة العربية الفصحى والعاميات، مع الحفاظ على القيم الثقافية والدينية. كما يدعم التطبيق اللغة الإنجليزية، ويتميز بقدرته على:
- الإجابة على الأسئلة التعليمية والدينية والتقنية.
- المساعدة في إعداد المستندات، والرسائل، والعروض التقديمية.
- تقديم توصيات ذكية بناءً على السياق.
- دعم المحتوى الإبداعي والكتابة الأدبية.
- فهم الأوامر المعقدة وتقديم حلول عملية في مجالات متعددة.
رؤية استراتيجية لبناء منظومة ذكاء اصطناعي وطنية
تأتي خطوة إطلاق "هيوماين تشات" في إطار رؤية استراتيجية أوسع لشركة "هيوماين" كذراع استثماري متخصص في مجال الذكاء الاصطناعي ضمن صندوق الاستثمارات العامة. وتسعى الشركة إلى بناء منظومة متكاملة للذكاء الاصطناعي في المملكة، تشمل:
- مراكز بيانات متطورة.
- بنية تحتية رقمية فائقة الأداء.
- منصات سحابية مخصصة للذكاء الاصطناعي.
- حلول مبتكرة تجمع بين التحليل العمق والتطبيق العملي في القطاعات الحكومية والخاصة.
وتشير الشركة إلى أن تفاعل المستخدمين مع التطبيق سيُسهم بشكل مباشر في تحسين أداء النموذج وتطويره، من خلال تغذية راجعة مستمرة تُعزز من دقة الفهم وتعميق التفاعل الثقافي.
انطلاقة نحو الريادة العالمية
مع إطلاق "هيوماين تشات"، تضع المملكة العربية السعودية حجر الأساس لمستقبل رقمي عربي مزدهر، يُعيد تعريف مكانة اللغة العربية في الفضاء الرقمي العالمي. وتمثل هذه الخطوة دليلًا قويًا على التزام المملكة بتحقيق أهداف رؤية 2030 في مجال الابتكار الرقمي، وبناء اقتصاد معرفي مستدام.
وأكدت "هيوماين" أن هذا الإطلاق هو البداية فقط، وأن مزيدًا من المنتجات والخدمات المتطورة ستنطلق قريبًا، لترسخ مكانة المملكة كمركز عالمي لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المخصصة للغات والثقافات غير الإنجليزية.