كارثة ديرمواس.. الكلوروفينابير القاتل في خبز الأطفال يكشف تفاصيل صادمة

كشفت النيابة العامة عن تفاصيل صادمة في قضية وفاة أطفال ووالدهم بمركز ديرمواس بمحافظة المنيا، بعدما تبين أن السبب وراء الكارثة هو التسمم بمبيد شديد السمية يعرف باسم الكلوروفينابير القاتل. التحقيقات أوضحت أن الزوجة الثانية للوالد قامت بخلط المبيد مع الخبز، ما أدى إلى إصابة أفراد الأسرة بإعياء شديد انتهى بوفاتهم، فيما اعترفت المتهمة بفعلتها أثناء استجوابها.
خصائص مادة الكلوروفينابير القاتل
216.73.216.10
بحسب تصريحات خبراء السموم، يعد الكلوروفينابير القاتل من المبيدات الفوسفورية العضوية ذات التأثير الخطير على الإنسان. المادة الفعالة الموجودة فيه تؤدي إلى انهيار الجهاز العصبي، وفشل الأجهزة الحيوية تدريجيًا حتى التوقف التام. ورغم أنه يستخدم لمكافحة النمل الأبيض وسوس النخيل وحماية الأخشاب، إلا أن خطورته على البشر بالغة حتى بجرعات ضئيلة.
طرق التعرض للمادة السامة
أكدت التقارير الطبية أن التعرض لمبيد الكلوروفينابير القاتل قد يحدث عبر ابتلاع أطعمة أو مياه ملوثة، أو من خلال استنشاق الرذاذ أثناء رش المحاصيل الزراعية، إضافة إلى امتصاصه عبر الجلد، خاصة عند الأطفال الذين يتميز جلدهم بسرعة الامتصاص. هذا يفسر شدة تأثيره على الصغار الذين لا يدركون خطورة لمس أو ابتلاع المواد الكيميائية.
أعراض التسمم القاتلة
تشمل أعراض التسمم الحاد بالكلوروفينابير القاتل تدميع العينين، القيء، التعرق الغزير، فقدان السيطرة على البول والبراز، انخفاض ضغط الدم، واضطراب ضربات القلب. وفي الحالات المتقدمة، قد يصاب المريض بتشنجات حادة، صعوبة تنفس، أو توقف عضلات التنفس تمامًا، ما يجعل الوفاة أمرًا متوقعًا عند التعرض لجرعات كبيرة.
طرق التشخيص والعلاج
يعتمد الأطباء على الأعراض السريرية أولًا، يليها الفحوص المخبرية مثل تحليل الغازات والكهارل في الدم. ويعتبر الأتروبين هو الترياق الأساسي لإنقاذ المصابين، حيث يعطى عن طريق الوريد. كما يشدد الأطباء على ضرورة تغيير الملابس الملوثة وغسل الجلد بالماء والصابون، مع توفير دعم تنفسي وقلبي كامل لحماية حياة المرضى.
خطورة المبيدات على الأطفال
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الأطفال هم الأكثر عرضة لمخاطر الكلوروفينابير القاتل وغيره من المبيدات السامة، بسبب ضعف مناعتهم وعدم اكتمال نمو الكبد والكلى لديهم. وقد تؤدي هذه المواد السامة إلى مشكلات طويلة المدى مثل تأخر النمو العصبي أو زيادة احتمالية الإصابة بالسرطان. ولهذا تحذر المؤسسات الصحية من استخدام المبيدات داخل البيوت أو قرب أماكن تواجد الأطفال.
تفاصيل اعتراف المتهمة
أثبتت المعاينة الميدانية وجود آثار المبيد في الخبز وأواني الطهي الخاصة بالزوجة الثانية، التي أقرت في التحقيقات بأنها أعدت أرغفة خبز ممزوجة بالسم، ثم أرسلتها إلى الزوجة الأولى حيث يقيم الأب وأطفاله. ورغم نفيها نية القتل، إلا أن اعترافها بخلط المبيد جاء حاسمًا في القضية، ما دفع النيابة لإصدار قرار بحبسها احتياطيًا على ذمة التحقيقات.