الجمعة 10 أكتوبر 2025 08:50 مـ 18 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

جريمة إبادة ممنهجة تطال منحلة نحال في إب.. و400 خلية نحل تُباد بالسمّ

الجمعة 10 أكتوبر 2025 09:36 مـ 18 ربيع آخر 1447 هـ
تعبيرية
تعبيرية

كشف النحال عبدالكريم علي أحمد الصبيحي، في منشور مؤثر على صفحته بموقع "فيسبوك"، عن واقعة جنائية مروّعة طالت منحلته الخاصة في عزلة بني مبارز بمديرية القفر بمحافظة إب، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، حيث قام مجهولون برشّ مادة سامة على خلايا النحل التابعة له، ما أدّى إلى نفوقها بالكامل في جريمة وصفها بـ"الإبادة الممنهجة".

216.73.216.144

وأوضح الصبيحي أن الحادثة أسفرت عن تدمير نحو 400 عود نحل، تمثّل ثمرة جهدٍ مضنٍ وسنوات طويلة من العمل الدؤوب، مشيرًا إلى أن الخسارة لم تقتصر على الجانب المادي فحسب، بل تعدّت ذلك لتُشكّل ضربة قاصمة لمعيشته ومستقبل عائلته، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها اليمنيون.

وأكد النحال المتضرر أن ما حدث لا يُعدّ مجرد اعتداء على ممتلكات شخصية، بل هو اعتداء صريح على ثروة وطنية، مُشدّدًا على أن النحل والعسل يُشكّلان ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الريفي في اليمن، ويُعدّان مصدر رزق مباشر لألاف الأسر، خاصة في المناطق الجبلية والريفية. وقال: "النحل ليس مجرد حشرة، بل هو جزء من الأمن الغذائي والاقتصادي، بل ومن الهوية الزراعية لليمن".

ووصف الصبيحي مرتكبي الجريمة بـ"أصحاب القلوب السوداء"، داعيًا السلطات المحلية التابعة لمليشيا الحوثي في مديرية القفر ومحافظة إب إلى فتح تحقيق عاجل لكشف هوية الجناة ومحاسبتهم وفقًا للقانون، مطالبًا في الوقت ذاته بـتعويضه عن الخسائر الفادحة التي لحقت به، والتي قدّرها بملايين الريالات اليمنية، ناهيك عن الضرر البيئي الذي خلّفه استخدام المواد السامة في بيئة زراعية حساسة.

ويُعدّ هذا الحادث أحدث حلقة في سلسلة من الاعتداءات التي طالت النحالين في مناطق متفرقة من اليمن، في ظل غياب شبه تام للرقابة الأمنية والبيئية، وسط تزايد المخاوف من تداعيات مثل هذه الجرائم على قطاع تربية النحل، الذي يُعدّ من أبرز القطاعات الإنتاجية غير النفطية في البلاد.

وتشير تقديرات محلية إلى أن اليمن يمتلك إمكانات هائلة في إنتاج العسل، إذ يُصنّف من بين الدول الرائدة عربيًّا في جودة عسل السدر، غير أن استمرار الانتهاكات والجرائم ضد النحالين، إلى جانب غياب الدعم الحكومي، يهدّد بانهيار هذا القطاع الحيوي الذي يُسهم بشكل مباشر في دعم الأمن الغذائي وتحقيق دخل مستدام للعديد من الأسر الريفية.