هل أنت زيدي؟!

البعض يظن أن الزيدية الجارودية مذهب فقهي، وأن الخلاف معها خلاف حول طريقة الصلاة أو بعض العبادات مثل الإضمام أو السربلة.
لكن الحقيقة أن الخلاف مع الزيدية الجارودية أعمق من ذلك بكثير، فهو خلاف في أصل الدين نفسه، لا في تفاصيل العبادات وفروع الفقه.
الزيدية لا ترى الإسلام قائم على الشهادتين والصلاة والصوم، بل تجعل الإمامة والولاية في قلب العقيدة، ومقدمة على أركان الإسلام.
أي ان الإنسان عندهم لا يكون مسلما كامل الإيمان، ولا تقبل عباداته، إلا إذا آمن بولاية أئمتهم من نسل الحسن والحسين الى يوم الدين.
يقول أحد الكاهن الزيدي القاسم بن محمد:
"من لم يُوالِ الإمام من ولد الحسن والحسين، ويُسلّم له الأمر، فلا دين له، وإن صام وصلى وحج واعتمر".
(المجموع الفقهي، ج1، ص102)
وقرر مؤسس الزيدية الجارودية يحيى الرسي طباطبا في كتاب الاحكام أن الإسلام لا يتحقق دون الايمان بولاية علي بايقن الايقان.
هذا يعني ببساطة أن الزيدية تعيد تعريف العقيدة، وتنسف اركان الإسلام وقواعده، فالزيدي لا يكون زيديا بمجرد الشهادتين والصلاة الصوم والحج ، مالم يسبق ذلك بإيمانه بالإمام وولائه للسلالة، وأن من خالف في ذلك فعباداته باطلة مهما فعل.
من هنا نفهم أن ما يسمى بـ"الزيدية" ليس مجرد مذهب داخل الإسلام، بل منظومة فكرية خاصة تُقدّم الإمام على الدين، وتجعل الولاء له أساس القبول عند الله.
ومن هنا تسقط خرافة "الجغرافيا الزيدية" التي حاولت السلالة تكريسها، وكأن كل من يعيش في شمال الشمال زيدي بالضرورة.
فالحقيقة أن معظم الناس هناك لا يؤمنون بتلك العقيدة، وإن تشابهت بعض العادات أو المظاهر في الصلاة أو غيرها، فهي مجرد شكليات لا علاقة لها بجوهر الدين الزيدي الجارودي.
الزيدية ليست مذهبا اسلاميا يقوم على التوحيد، بل دين له اصوله العقيدة القائمة على مركزية الولاية والامامة، ولهذا كان من الضروري أن يعرف الناس الفرق بين الإسلام كما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وبين دين آخر جعل من الإمام طريقا إلى الله كما ردد كفار قريش سابقا.
216.73.216.162