السبت 11 أكتوبر 2025 12:40 صـ 19 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

مشهد نادر في اليمن: نساء يُوقفن ميليشيا الحوثي المسلحة بجرأةٍ أفقدتهم ”الهيبة”!

السبت 11 أكتوبر 2025 01:29 صـ 19 ربيع آخر 1447 هـ
عناصر حوثية
عناصر حوثية

في واقعة نادرة كشفت عن هشاشة ما يُروَّج له من "هيبة" وسلطة مطلقة للميليشيات الحوثية، شهدت محافظة ذمار جنوب اليمن، مشهدًا استثنائيًّا أذهل السكان المحليين، حينما اضطر قيادي بارز في الميليشيا الحوثية إلى طلب "الأمان" من مجموعة من النساء، بعدما واجهنَه بشجاعةٍ نادرة ومنعنَه ومرافقيه المسلحين من اقتحام منزلٍ لا يأوي سوى نسوة.

216.73.216.162

وبحسب مصادر محلية مطلعة، فإن القيادي الحوثي، المدعو "هيلان"، توجّه صباح اليوم السبت إلى أحد المنازل في إحدى قرى المحافظة، برفقة عدد من المسلحين التابعين له، في محاولة لاقتحامه بحجة "التفتيش الأمني"، وهي ذريعةٌ باتت مألوفة لدى الميليشيات لابتزاز المواطنين أو فرض سطوتها. إلا أن المفاجأة كانت في المواجهة غير المتوقعة التي قوبل بها هؤلاء المسلحين.

فبمجرد وصولهم إلى باب المنزل، وجدوا نساء الأسرة – اللواتي كنَّ وحدهن داخل البيت – قد اصطففن أمام الباب، رافضات السماح لهم بالدخول، وصرخن في وجوههم بكلماتٍ حازمة تحدٍّ ورفضٍ للانتهاك. وبدلاً من أن يُقدِم المسلحون على استخدام القوة، كما اعتادوا في مئات الحالات المشابهة، فإنهم تردّدوا، ثم بدأوا بالتراجع تدريجيًّا تحت وطأة الموقف المحرج والتحدي الجريء.

وفي لحظةٍ وصفها شهود عيان بـ"المهزلة"، طلب القيادي الحوثي "هيلان" من النساء "الأمان"، مُعلنًا استسلامه الرمزي أمام إصرارهن، قبل أن يغادر المكان خائبًا، تاركًا وراءه صورةً مهتزةً لسلطة ميليشياته التي تدّعي التماسك والهيبة، لكنها تنهار أمام إرادة نساءٍ عزلٍ لم يحملن سوى كرامتهن.

ويُنظر إلى هذه الحادثة على نطاق واسع كرمزٍ على تآكل سلطة الميليشيات الحوثية في مناطق نفوذها، خصوصًا في ظل تنامي حالة الاستياء الشعبي من ممارساتها التعسفية، وازدياد جرأة المواطنين – حتى من الفئات الأكثر تهميشًا – على رفض الظلم والتجاوزات.

ويؤكد ناشطون محليون أن مثل هذه الوقائع، رغم ندرتها، تُعدّ مؤشرًا على أن "الهيبة" التي تبنيها الميليشيات على الخوف والقمع، قد بدأت تتهاوى أمام أبسط مظاهر المقاومة الشعبية، حتى لو كانت صادرة عن نساءٍ في بيتٍ خالٍ من الرجال.

وتشهد محافظة ذمار، كباقي المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، تدهورًا متزايدًا في الأوضاع الأمنية والاقتصادية، مع تزايد الشكاوى من الانتهاكات اليومية، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية، والابتزاز المالي، ومصادرة الممتلكات تحت ذرائع واهية. لكن ما حدث اليوم يُعدّ رسالةً قويةً مفادها أن الخوف لم يعد سيد الموقف، وأن الكرامة قد تنتصر أحيانًا حتى دون سلاح.

موضوعات متعلقة