أول رد أفغاني بعد القصف الباكستاني للعاصمة كابول وقتل العشرات من طالبان

اتهمت السلطات الأفغانية، الجمعة، باكستان بانتهاك سيادة البلاد، عقب سلسلة انفجارات هزّت العاصمة كابول مساء الخميس، أعقبها قصف جوي بطائرات مسيّرة استهدف سوقًا مدنيًا في ولاية باكتيكا جنوب غرب البلاد، قرب خط ديورند الحدودي.
وأفادت وزارة الدفاع الأفغانية أن طائرات باكستانية اخترقت المجال الجوي الأفغاني وقصفت سوقًا في منطقة مارقي بإقليم برمال، ما أدى إلى اشتعال النيران في ثلاثة متاجر، اثنان منها لبيع الأحذية والثالث للأسلحة، مؤكدة أن هذا التصعيد يُعد "عملاً عنيفًا وغير مسبوق" في تاريخ العلاقات بين البلدين، محذرة من أن الجيش الباكستاني سيتحمل تبعات أي تدهور محتمل في الوضع الأمني.
وفي المقابل، امتنع المتحدث باسم الجيش الباكستاني، أحمد شودري، عن تأكيد مسؤولية بلاده عن الانفجارات، خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة بيشاور، لكنه وجّه انتقادات مباشرة لكابول، داعيًا الحكومة الأفغانية إلى التوقف عن إيواء جماعات إرهابية، وعلى رأسها حركة "طالبان – باكستان"، التي تتخذ من الأراضي الأفغانية منطلقًا لعملياتها ضد القوات الباكستانية، وفق تعبيره.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الباكستاني، الجمعة، مقتل 30 مسلحًا في عملية أمنية استهدفت عناصر شاركوا في كمين دموي وقع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وأسفر عن مقتل تسعة جنود وضابطين في منطقة أوراكزاي الحدودية. وقد تبنت حركة "طالبان – باكستان" الهجوم، مؤكدة سعيها لإسقاط الحكومة الباكستانية وفرض نظامها المتشدد.
وذكر الجيش في بيانه أن العملية نُفذت بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، وأن جميع المسلحين الذين شاركوا في الهجوم "ذهبوا إلى الجحيم"، متهمًا الهند بدعم وتمويل تلك الجماعات المتشددة، وهي الاتهامات التي ترفضها نيودلهي وتصفها بأنها "لا أساس لها من الصحة".
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات بين إسلام آباد وكابول، وتدهور العلاقات بين باكستان والهند منذ اندلاع اشتباكات حدودية عنيفة في مايو الماضي، ما يعكس هشاشة الوضع الأمني في المنطقة وتداخل الملفات السياسية والعسكرية بين الأطراف الثلاثة.
216.73.216.144