السبت 11 أكتوبر 2025 12:40 صـ 19 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

من أين أتت؟! بقرة تُربك اجتماعًا لتخزين القات.. والذكاء الاصطناعي يكشف الحقيقة

السبت 11 أكتوبر 2025 01:38 صـ 19 ربيع آخر 1447 هـ
دخول البفرة
دخول البفرة

وثّق مقطع فيديو متداول على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي لحظة طريفة وغريبة، حيث اقتحمت بقرة مجلسًا يضم عددًا من عناصر جماعة الحوثي، كان يُستخدم لتخزين القات في إحدى المناطق الخاضعة لسيطرتهم. وظهر في الفيديو كيف دخلت البقرة فجأة إلى المكان دون سابق إنذار، لتُفاجئ الحاضرين وتصيبهم بحالة من الذعر والارتباك، ما دفعهم إلى النهوض فورًا من أماكن جلوسهم والهرولة في محاولة يائسة لإخراجها من المكان.

216.73.216.162

المشهد، الذي بدا في البداية واقعيًا ومقنعًا، أثار ضجة واسعة بين المتابعين، وتحول إلى مادة دسمة للسخرية والتندر، خصوصًا في ظل الطريقة التي يتعامل بها الحوثيون عادة مع أي حدث غير مألوف، إذ يسارعون إلى تحميله أبعادًا سياسية أو أمنية، بل ويتهمون خصومهم أو حتى أطرافًا دولية بالوقوف وراءه.

وعلّق ناشر المقطع على الحادثة بسخرية لاذعة، مُقلّدًا أسلوب البيانات الحوثية الرسمية، فقال:

"صرح مصدر أمني حوثي بأنه تم حجز البقرة لمعرفة دوافعها، وهل هي مدفوعة من الإسرائيليين أم قامت بذلك لدوافع شخصية ولأكل القات الذي في المجلس. وأضاف المصدر أن نتائج التحقيقات ستنشر بشفافية فور اكتمالها."

التعليق أثار موجة واسعة من التفاعل بين النشطاء اليمنيين، الذين رأوا فيه تجسيدًا ساخرًا لكيفية تعامل الجماعة مع أي حدث خارج عن المألوف، حيث لا يُفسَّر إلا من خلال عدسة المؤامرة أو التدخل الخارجي. وكتب أحد المغردين: "حتى البقرة لم تسلم من اتهامات التخابر مع إسرائيل!"، بينما علّق آخر: "القات خط أحمر حتى عند البقر... فما بالك بالبشر!"

لكن المفاجأة الكبرى جاءت بعد محاولة التحقق من مصدر الفيديو، إذ كشفت تحقيقات أولية أجراها "المشهد اليمني" أن المقطع لم يُصوّر في الواقع، بل تم إنشاؤه بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، تحديدًا عبر منصة "Sora"، التابعة لشركة OpenAI، والتي تُولّد مقاطع فيديو واقعية من نصوص مكتوبة.

وأكد خبراء في تحليل الوسائط الرقمية أن بعض التفاصيل الدقيقة في الحركة والتفاعل بين الشخصيات والبقرة، بالإضافة إلى الخلفية الصوتية والضوء، تحمل سمات مميزة لمقاطع الذكاء الاصطناعي، رغم درجة الواقعية العالية التي وصلت إليها التقنية حديثًا. ولفتوا إلى أن هذا النوع من المحتوى يُستخدم غالبًا لأغراض ساخرة أو فنية، لكنه قد يُسبب لبساً لدى الجمهور إذا لم يُوضّح مصدره.

ورغم أن الفيديو اتضح أنه من صنع الخيال الرقمي، إلا أن السخرية التي أثارها لا تزال تعكس واقعًا مريرًا يعيشه اليمنيون، حيث تحوّل الجماعة الحوثية حتى أبسط الوقائع اليومية إلى قضايا "أمن قومي"، وتعاملت مع كل ما هو غير مألوف بريبة وشكٍّ دائم.

ويُعتقد أن منشئ المقطع استخدم تقنية Sora لإنتاج مشهد كوميدي يمزج بين الواقع والخيال، مستغلًا الطابع الدرامي الذي تطبعه الجماعة على كل حدث، حتى لو كان بقرة تبحث عن علف أو قات!

وفي ظل التسارع المذهل في تطور أدوات الذكاء الاصطناعي، يُنصح المتابعون بتوخّي الحذر عند تداول مقاطع الفيديو، والتحقق من مصادرها قبل اتخاذها دليلاً على وقائع حقيقية—خاصةً عندما تبدو "البقرة" وكأنها جزء من مؤامرة إقليمية!