أربعة في صنعاء، وواحد في حجة، وآخر في البيضاء... خسائر حوثية جديدة تُدفن بصمت

أعلنت ميليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم الإثنين، عبر وسائل إعلامها الرسمية، عن تشييع جثامين ستة من عناصرها في ثلاث محافظات يمنية مختلفة، دون أن تكشف عن التفاصيل الحقيقية أو الظروف التي أدت إلى مقتلهم، في خطوة تكرّر فيها الميليشيا سياسة التعتيم الممنهج على خسائرها البشرية.
216.73.216.22
وأفاد الإعلام الحوثي بأن جنازات أربعة من عناصره قد جرت في العاصمة صنعاء، حيث وُصفوا بأنهم "استُشهدوا" خلال ما أطلقت عليه الميليشيا تسميات دينية وعسكرية ملتبسة، مثل "معركة الفتح الموعود" و"الجهاد المقدس". وهم: الملازم ثاني صادق محسن سراج، والملازم ثاني عبدالباقي عبدالله الفقيه، والملازم ثاني عبدالخالق أحمد المعزب، إضافة إلى سالم علي حبتور.
وفي محافظة حجة، شمال غرب اليمن، شُيّع جثمان عنصر خامس يُدعى علي علي هادي يمن، حيث ادّعى الإعلام الحوثي أنه "قتل أثناء أدائه واجبه في الدفاع عن الوطن"، في محاولة مكشوفة لتجميل صورة القتال الذي تخوضه الميليشيا خارج إطار الشرعية الوطنية والدستورية.
أما الجثمان السادس، فقد شُيّع في مديرية الوهبية بمحافظة البيضاء وسط اليمن، لعنصر يُدعى علي أحمد العجي الوهبي، دون أن تورد أي معلومات حول مكان أو سبب مقتله، ما يعزّز التساؤلات حول طبيعة الظروف التي أدت إلى مصرعه، وما إذا كان قد قُتل في مواجهات ميدانية أو نتيجة خلافات داخلية أو حتى في عمليات نوعية نفّذتها قوات الجيش الوطني أو المقاومة الشعبية.
ويُنظر إلى هذه التشييعات على أنها جزء من استراتيجية دعائية يتبعها الحوثيون لتسويق سرديتهم حول "البطولة والتضحية"، في وقت تتكبّد فيه الميليشيا خسائر فادحة على جبهات القتال.
ويُشار إلى أن ميليشيا الحوثي، المصنفة إرهابياً من قبل عدد من الدول، تواصل منذ سنوات تجنيد الآلاف من اليمنيين، بينهم أطفال، وإرسالهم إلى جبهات القتال دون مراعاة لأدنى معايير حقوق الإنسان، في ظل غياب تام للشفافية حول أعداد القتلى والجرحى في صفوفها، وهو ما يثير مخاوف دولية متزايدة بشأن حجم المعاناة الإنسانية التي تسبّبها هذه الميليشيا في اليمن.