الإثنين 25 أغسطس 2025 09:56 مـ 2 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

التقاط نادر يجمع بين إعصار شمسي عملاق وانفجار بلازما في مشهد استثنائي على سطح الشمس

الإثنين 25 أغسطس 2025 10:49 مـ 2 ربيع أول 1447 هـ
إعصار شمسي عملاق
إعصار شمسي عملاق

نجح فريق بحثي من معهد علوم الفضاء في رومانيا في توثيق مشهد غير مألوف على سطح الشمس، حيث اجتمع إعصار شمسي عملاق مع انفجار بلازما ضخم في لقطة واحدة التُقطت يوم 20 أغسطس. ويعد اجتماع هاتين الظاهرتين معًا حدثًا نادرًا، إذ عادة ما يظهر كل منهما بشكل مستقل نتيجة التغيرات المعقدة في المجال المغناطيسي للشمس.

تفاصيل الظاهرة الاستثنائية

216.73.216.10

أوضح الباحث مكسميليان تيودوريسكو، الذي التقط الصور، أن ارتفاع الإعصار الشمسي العملاق بلغ نحو 130 ألف كيلومتر، وهو ما يعادل وضع عشر كرات أرضية فوق بعضها. ويُعتبر هذا الحجم أكبر من المعدل الطبيعي لمثل هذه الأعاصير، التي يتراوح حجمها عادة بين 25 ألفًا و100 ألف كيلومتر. وفي الوقت ذاته، رُصد بروز شمسي انفجاري بلغ عرضه قرابة 200 ألف كيلومتر، وهو ما يوازي البروز الهائل المعروف بين العلماء باسم "الوحش".

طبيعة الأعاصير الشمسية

على خلاف الأعاصير الأرضية التي تعتمد على الهواء والرياح، يتكون الإعصار الشمسي العملاق من بلازما شديدة السخونة يثبتها المجال المغناطيسي للشمس. وعند حدوث اضطراب في هذا التوازن، يمكن أن تتحرر البلازما إلى الفضاء في صورة بروز انفجاري. وغالبًا ما ترتبط هذه الظواهر بما يعرف بالانبعاثات الكتلية الإكليلية، التي قد يكون لها تأثير مباشر على الأرض عبر اضطراب المجال المغناطيسي وحدوث ظاهرة الشفق القطبي، إضافة إلى مخاطر محتملة على الأقمار الصناعية.

تأثير الظاهرة على الأرض

الخبر المطمئن أن الانبعاث الأخير لم يكن موجهًا نحو الأرض، مما يعني عدم وجود تهديد مباشر على الأنظمة التكنولوجية أو الأقمار الاصطناعية. ومع ذلك، يؤكد العلماء أن مراقبة هذه الأحداث أمر بالغ الأهمية لفهم كيفية تفاعل الشمس مع بيئة الفضاء المحيطة بكوكبنا.

أدوات الرصد والدور البشري

تم تسجيل الظاهرة باستخدام شبكة GONG العالمية، وهي مجموعة من التلسكوبات المتخصصة في مراقبة الشمس بشكل مستمر على مدار الساعة. كما ساعدت الباحثة إليزا، زوجة تيودوريسكو، في توجيه التلسكوب للحصول على أوضح صورة ممكنة، ما ساهم في توثيق هذا الحدث بدقة عالية.

الظاهرة ضمن دورة النشاط الشمسي

يأتي هذا الاكتشاف في وقت تمر فيه الشمس بمرحلة الحد الأقصى الشمسي، وهي الفترة الأكثر نشاطًا ضمن الدورة الشمسية التي تمتد 11 عامًا. ويتوقع الخبراء أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من الأحداث غير العادية، مثل الأعاصير الشمسية العملاقة والانفجارات الضخمة، مما يجعلها فترة ذهبية لمتابعة الظواهر الشمسية عبر الأجهزة الفلكية المخصصة للرصد.