مشهد مؤثر في الحديدة: طفل يمني يحدق في أنقاض منزله بعد جرفه بالسيول، وسط كارثة إنسانية تهدد عشرات الأسر

في لقطة مؤثرة تختزل مأساة إنسانية كبيرة، جلس طفل صغير من أبناء محافظة الحديدة غرب اليمن، يتأمل بذهول وحزن عميق أنقاض منزله الذي جرفته سيول الأمطار الغزيرة التي اجتاحت المنطقة مساء أمس، مخلفة وراءها دمارًا واسع النطاق، وخسائر بشرية ومادية جسيمة.
216.73.216.45
الصورة التي انتشرت بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، تُظهر الطفل وحيدًا بين الركام، يمسك بقطعة من الخشب أو طوبة متهالكة، كأنه يبحث بين الأنقاض عن ذكرى أو أثر لمنزله، أو ربما عن شيء من الطمأنينة التي فقدتها عائلته في لحظة واحدة.
عيناه الواسعتان تحدقان في الفراغ، وكأنهما تحاولان فهم كارثة لا تُحتمل، في بلد لا يزال يئن تحت وطأة الحرب، والانهيار الاقتصادي، وانعدام أبسط مقومات الصمود أمام الكوارث الطبيعية.
المأساة لم تقتصر على منزل الطفل، بل شملت عشرات المنازل المحيطة، والتي تهدمت بالكامل أو جرفتها السيول بسبب طبيعتها البسيطة المبنية من الطين والخشب، وهي المواد الشائعة في مساكن السكان الفقراء في المناطق الريفية.
ووفق مصادر محلية، أسفرت السيول عن تشريد عدد كبير من الأسر، وفقدان العديد من الممتلكات، فيما لا تزال عمليات البحث جارية للتأكد من سقوط ضحايا بشرية، خاصة في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها.
وأعرب السكان عن استيائهم من غياب أي استجابة رسمية سريعة، مشيرين إلى أنهم يواجهون الكارثة وحدهم، في ظل تردي البنية التحتية، وعدم وجود خطط للوقاية من الكوارث أو أنظمة إنذار مبكر.
وطالبت أسر متضررة، عبر مناشدات عاجلة، الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بالتدخل العاجل لتوفير المأوى، والغذاء، والمستلزمات الطبية، ومساعدة النازحين على تجاوز هذه المحنة.
وتشير التقارير إلى أن محافظة الحديدة، التي تقع على الساحل الغربي لليمن، تشهد في كل موسم أمطار غزيرة تؤدي إلى فيضانات وسيول تهدد حياة السكان، خاصة في ظل تدهور البيئة العمرانية، وغياب خطط التخطيط الحضري، وضعف قدرة المؤسسات على الاستجابة.
الصورة الصامتة للطفل بين الأنقاض أصبحت رمزًا جديدًا لمعاناة الشعب اليمني، ليس فقط من الحرب، بل من تداعيات التغير المناخي، وانعدام القدرة على الصمود أمام الكوارث الطبيعية في بلد منهك، يعيش على حافة الهاوية.
وفي ظل هذه الظروف، تزداد الحاجة الملحة إلى دعم إنساني عاجل، واستجابة منسقة من قبل المنظمات الدولية، والمجتمع الدولي، لإنقاذ آلاف الأسر المتضررة، ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية في واحدة من أكثر المناطق هشاشة في العالم.