الخميس 4 سبتمبر 2025 07:17 مـ 12 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

قبل التشغيل بساعات فقط! ضبط مصنع مخدرات ضخم في اليمن بقدرة إنتاج مرعبة

الخميس 4 سبتمبر 2025 07:02 مـ 12 ربيع أول 1447 هـ
المصنع
المصنع

في تطور أمني خطير يُعيد رسم خارطة تهريب المخدرات في المنطقة، كشفت مصادر أمنية وناشطون يمنيون عن كشف محاولة إقامة مصنع سري لإنتاج الكبتاجون والشبو في محافظة المهرة، الواقعة شرقي اليمن، قرب الحدود العمانية.

216.73.216.131

ويُعتقد أن المصنع، لو تم تشغيله، كان سيُعد الأكبر من نوعه في جنوب الجزيرة العربية، بقدرة إنتاجية تُقدّر بـ 45 ألف حبة كبتاجون في الساعة، إلى جانب 13 كيلوجرامًا من مادة الشبو المخدرة يوميًا — كمية كافية، بحسب خبراء، لـ"إغراق" دول الخليج العربي في أزمة مخدرات غير مسبوقة.

تفاصيل مثيرة: شبكة إجرامية عربية تحاول استغلال الفراغ الأمني

وفقًا لمصادر خاصة رفضت الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، فإن "مجموعة من الأشخاص ذوي نفوس ضعيفة، بينهم يمنيون وعناصر عربية"، حاولوا تأسيس مصنع متكامل لإنتاج المخدرات في أحد المواقع النائية بمحافظة المهرة.
وأشارت المصادر إلى أن هذه المحاولة تأتي في أعقاب إغلاق العديد من مصانع الكبتاجون في سوريا، حيث باتت العناصر الإجرامية تبحث عن "ملاذات بديلة" لمواصلة تجارتها المربحة، مستغلة التضاريس الوعرة والمساحات الشاسعة في شرق اليمن.

وأكدت المصادر أن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط كميات كبيرة من المعدات الكيميائية وأجهزة التصنيع قبل بدء التشغيل، مشيرة إلى أن البنية التحتية للمصنع كانت في مراحل متقدمة، وتضم غرف تحضير، ومحاليل مخدرة، وآلات تُستخدم في تشكيل الحبوب.

45 ألف حبة في الساعة: كم هو خطير هذا المصنع؟

الأرقام التي كشفت عنها المصادر تُظهر حجم التهديد:

  • إنتاج 45,000 حبة كبتاجون في الساعة = أكثر من 1.08 مليون حبة يوميًا.
  • 13 كيلوجرامًا من الشبو يوميًا، وهي كمية تُعادل آلاف الجرعات المدمرة.

وبحسب خبراء في مكافحة المخدرات، فإن هذه الكمية "ليست مخصصة للسوق المحلية"، بل تُشير إلى نية تصدير الجرعات إلى دول الخليج، حيث تشهد بعض الدول انتشارًا متسارعًا لتعاطي الكبتاجون، خصوصًا بين الشباب.

"من بعد ما تقفلت مصانعهم في سوريا، يبحثون عن موقع عمل جديد" — مصدر أمني

هذه العبارة، التي نقلتها المصادر، تُعد دليلاً صارخًا على أن شبكات تهريب المخدرات تعمل بمنطق "التنقل الجغرافي"، مستفيدة من أي فجوة أمنية أو سياسية.

لماذا المهرة؟.. موقع استراتيجي وثغرة أمنية؟

تقع المهرة في أقصى شرق اليمن، وتُعد من أكثر المحافظات نائية، وتمتلك حدودًا طويلة مع سلطنة عُمان، ما يجعلها نقطة عبور مثالية للشبكات الإجرامية.
ومنذ سنوات، تشهد المحافظة توترات أمنية وسياسية، مع تبادل النفوذ بين سلطات محلية، وقوات يمنية، ووجود عُماني محدود، مما يُضعف السيطرة المركزية.

وتشير تقارير سابقة إلى أن المهرة أصبحت ممرًا شائعًا لتهريب المخدرات والأسلحة، لكن كشف مصنع متكامل يُعد تطورًا خطيرًا يُنذر بتحول المحافظة إلى "منطقة إنتاج" وليس فقط "عبور".

تحذيرات من كارثة إنسانية وصحية

خبراء في الصحة النفسية والمجتمعية حذروا من أن انتشار الكبتاجون والشبو في اليمن والخليج قد يؤدي إلى:

  • انهيار اجتماعي بسبب الإدمان.
  • زيادة الجريمة والعنف.
  • انهيار اقتصادي غير مباشر بسبب فقدان الإنتاجية.

وأكد أحد المتخصصين:

"كل حبة كبتاجون تُنتج هنا تمثل خطرًا على شاب في الرياض أو الدوحة أو صنعاء. هذه ليست مجرد قضية أمنية، بل كارثة صحية مقبلة".

ما الذي يمنع تكرار المحاولة؟

رغم نجاح الضبطية، يبقى السؤال الأهم:
هل تمت ملاحقة العناصر الرئيسية وراء هذه الشبكة؟
وما هي الإجراءات الوقائية التي ستُتخذ لمنع تكرار مثل هذه المحاولات في مناطق أخرى مثل حضرموت أو شبوة؟

السلطات المحلية لم تُصدر بعد بيانًا رسميًا، لكن مصادر أمنية تحدثت عن "تحقيقات سرية جارية"، وتعاون مع جهات إقليمية لمكافحة تهريب المخدرات.

موضوعات متعلقة