مطالبات بإنقاذ ”فنان الشعب والوطن” أيوب طارش من قبضة الحوثيين ونقله للخارج بسبب هذا الفيديو

تصاعدت دعوات واسعة لإنقاذ الفنان اليمني الكبير أيوب طارش عبسي، المعروف بـ"فنان الشعب والوطن"، من قبضة مليشيات الحوثي ونقله إلى خارج البلاد، على خلفية فيديو متداول يظهره في جلسة صوفية بالعاصمة صنعاء، أثار موجة من القلق والغضب في الأوساط الثقافية والإعلامية.
الفيديو، الذي انتشر على منصات التواصل الاجتماعي، وطالعه "المشهد اليمني"، أظهر صاحب النشيد الوطني اليمني في مشهد اعتبره ناشطون "استغلالاً لرمزية وطنية"، وسط اتهامات للمليشيات الحوثية بمحاولة توظيف حضوره الفني والتاريخي في سياقات دعائية تخدم أجنداتها.
رئيس فرع المكتب السياسي للمقاومة الوطنية بمحافظة إب، كامل الخوداني، أطلق نداء استغاثة موجهاً إلى البيوت التجارية والشركات ورجال الأعمال والمثقفين والشرعية، مطالباً بإخراج أيوب طارش من اليمن، قائلاً: "اشتروا له شقة في أديس أو القاهرة، أخرجوه قبل أن يجعلوا منه مسخرة في الشوارع وأسواق القات، وقبل أن نراه يردد أن ثورة 26 سبتمبر كانت انقلاباً". ودعا الخوداني إلى حماية إرث الفنان وتاريخه، وشراء حقوق نشر أغانيه الوطنية التي قال إن الحوثيين يقيّدون تداولها، مضيفاً أن "هؤلاء الجائعين الحثالة" لا يدركون قيمة الرمز الذي بين أيديهم.
من جانبه، عبّر الكاتب الصحفي سمير اليوسفي عن أسفه لما وصفه بـ"المهزلة"، قائلاً إن رؤية أيوب طارش واقفاً مثل الكورال يردد ترحيبة الجنيد تمثل "إهانة لتاريخ أمة". وأضاف اليوسفي أن الفنان لم يتغير، فهو متصوف منذ الثمانينات، وجمع بين الفن والروحانية، لكنه اليوم يُستغل من قبل من وصفهم بـ"الأفاعي الحوثية"، مشيراً إلى أن الشرعية تجاهلت رمزيته ولم توفر له أي دعم، رغم أنه يمثل آخر ما تبقى من صوت الجمهورية.
وتابع: "أيوب يقاتل اليوم عبر قناته في يوتيوب، باعتبارها مصدر رزقه الوحيد، بينما الشرعية ستسابق عزرائيل في رثائه بعد وفاته، متناسية بؤسه وحاجته". وختم بالقول إن كل صور الخزي التي تُنشر اليوم تسيء إلى من يتجاهلونه، لا إليه، مؤكداً أن الفنان قدّم لليمن ما لم يقدمه كثيرون ممن يتصدرون المشهد السياسي.
يُذكر أن الفنان أيوب طارش، من مواليد محافظة تعز عام 1942، هو ملحن ومغني النشيد الوطني اليمني الذي أُقر رسمياً عقب إعلان الوحدة عام 1990، ويُعد من أبرز الأصوات الفنية التي ارتبطت بالهوية الوطنية اليمنية، حيث شكّلت أعماله الغنائية والوطنية جزءاً من الذاكرة الجمعية لليمنيين.
216.73.216.131