الإثنين 8 سبتمبر 2025 11:35 مـ 16 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

رشاد العليمي: رهان الدولة في مواجهة العاصفة

الإثنين 8 سبتمبر 2025 09:29 مـ 16 ربيع أول 1447 هـ
الكاتب فتحي ابو النصر
الكاتب فتحي ابو النصر

ـ1-
وسط ركام الحرب وأصداء الانقسام، ظهر اسم الدكتور رشاد محمد العليمي كخيار عقلاني لتصحيح المسار الوطني واستعادة الدولة من فم العاصفة. فيما لم يكن ظهوره ضجيجًا إعلاميا، بل فعلا هادئا بثقة رجل دولة يعرف متى يتكلم ومتى يعمل. ومنذ أن تسلم رئاسة مجلس القيادة الرئاسي، اختار أن يكتب سطوره بالفعل لا بالشعارات.

216.73.216.139

و العليمي ليس طارئا على السياسة، بل هو ابن مؤسساتها. رجلٌ تمرس في دهاليز الدولة اليمنية، وعرف أن الطريق إلى إنقاذ اليمن لا يمر عبر الخطابات الشعبوية، بل عبر إعادة ترميم المؤسسات، وتثبيت دعائم الجمهورية الاتحادية المنشودة.

على إن ما يميز الدكتور العليمي أنه يتعامل مع الواقع كما هو، لا كما ينبغي أن يكون. وهو ما جعله يتبنى مقاربة براغماتية متوازنة في إدارة ملفات صعبة تتشابك فيها خيوط الأمن، والاقتصاد، والدبلوماسية.
ولم ينجرف خلف الاستقطاب الحاد، بل مد يده لكل من آمن بفكرة الدولة، وأغلق الباب أمام كل من استسلم لفكرة المليشيا والمشروع الطائفي المدعوم من الخارج.

اقتصاديا، أطلق حزمة إصلاحات جريئة، لم تكن مثالية ولكنها ضرورية. فقد أعادت تلك السياسات شيئا من الثقة، وأعطت الحكومة أدوات أولية للتعامل مع واقع اقتصادي قاس.
ومع كل ذلك، ظل يؤكد أن الإصلاح لا معنى له إن لم يُترجم إلى تخفيف معاناة الناس وفتح نوافذ الحلم أمامهم.

وخارجيا، أعاد العليمي البوصلة نحو المسار الصحيح. إذ لم يعد اليمن مجرد ملف أمني على طاولة الدول، بل قضية سياسية ذات أبعاد إنسانية واستراتيجية.
فبجهود دبلوماسية حثيثة، أعاد حضور اليمن إلى الواجهة، مؤكدا أن ما يجري في اليمن ليس أزمة محلية فحسب، بل خطرٌ إقليمي ودولي، يبدأ من تهديدات الحوثي..ين للملاحة وينتهي بتوسع مشروع طهران.

كذلك أمنيا، يدرك الرئيس أن لا استقرار سياسي دون قوة عسكرية وأمنية قادرة على فرض القانون. ولذلك عمل بتعاون وثيق مع الشركاء الدوليين لإعادة بناء مؤسسات الأمن، والتصدي لتهريب السلاح، وتجفيف منابع الإرهاب بمختلف أشكاله.

لكن أكثر ما يلفت في تجربة العليمي، هو إيمانه العميق بالمستقبل.
فهو لا يدير الأزمة بل يسعى لتجاوزها. يبني تصورا لدولة اتحادية حديثة، تتشارك فيها القوى الوطنية لا تتصارع، وتحكمها المؤسسات لا الأفراد.

بل في زمن تشظت فيه الرؤى، وتمزقت فيه الجغرافيا، يمثل الدكتور رشاد العليمي نقطة توازن ورؤية. رجل يقف على حافة الانهيار، لكنه لا يرتجف. بل يواجه العاصفة بصلابة رجل الدولة، وبحكمة المؤمن أن الدولة لا تسقط طالما وُجد من يؤمن بها ويقاتل من أجلها.!
-2-
كل ما سبق
كان ردي على سؤال:
إلى أين يمضي رشاد العليمي؟!
لكني احب أن أقول أن من سيخذلون العليمي هم الذين يخترقون مؤسسات الدولة ويعملون سرا لصالح المليشيات الح..وثية
نعم..من سيخذلون العليمي؟
ليسوا الخصوم الذين يظهرون على الضفة المقابلة، بل أولئك الذين يرتدون قناع الدولة ويطعنونها من الخلف.
وهم من تسللوا إلى قلب المؤسسات، لا ليخدموها، بل لينهكوا جسدها من الداخل، يعملون نهارا كموظفين، ويحنون رؤوسهم لليل الح..وثي سرا.
وهؤلاء أخطر من المليشيا، لأنهم خونة الثقة، عباد المصالح، يبيعون الوطن بالرخيص ويتاجرون بمستقبل أمة.
بل هم كالسوس في جدار الدولة، لا يُسمَع صوتهم، لكن أثرهم خراب.
..سيخذلون العليمي حين يتحدث عن سلام شجاع، أو حرب حاسمة ،وهم يهمسون للعدو بخريطة الضعف.
لكنهم مهما اشتد خنجرهم، سيُهزمون
لأن الرجال الذين يصنعون التاريخ لا تُسقطهم الخيانات، بل تصقلهم.!

موضوعات متعلقة