هجوم الدوحة يعقد جهود التهدئة في غزة ويثير تساؤلات حول دور الوسطاء

أحدث هجوم الدوحة الأخير ضجة واسعة في الساحة السياسية، بعد أن استهدفت إسرائيل قيادات من حركة حماس في العاصمة القطرية، ما وضع جهود الوساطة القطرية في موقف معقد وغير محسوم، وأوضح رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن أن بلاده لن تتخلى عن دورها، لكنه أشار لاحقًا إلى “إعادة تقييم” هذا الدور ومستقبل وجود قادة حماس في قطر.
التناقض القطري وأثره على التهدئة
216.73.216.105
أثار التحول في الموقف القطري تساؤلات حول ما إذا كان هجوم الدوحة موجهاً فقط لضرب قيادات حماس، أم هدفه الأساسي تقويض مسار الوساطة وإبعاد قطر ومصر عن الملف، ويشير الخبراء إلى أن هذا الهجوم استهدف الثقة في مسار التهدئة نفسه، مما يزيد من تعقيد جهود وقف التصعيد في غزة.
إسرائيل واستراتيجية إضعاف الوسطاء
بحسب محللين، لا تسعى إسرائيل بقيادة نتنياهو إلى التفاوض الفعلي، بل تعتمد على “الحل الأمني” لفرض السيطرة على غزة من الخارج، ويعتبر هجوم الدوحة جزءًا من استراتيجية لإبعاد الوسطاء السياسيين، مثل مصر وقطر، ودفع الملف الفلسطيني إلى حل عسكري بحت يعتمد على القوة دون تحمل تبعات الاحتلال المباشر.
حماس بين الضغط الميداني والمفاوضات
تواجه حركة حماس مأزقًا مزدوجًا بعد هجوم الدوحة، حيث تأثرت جلسات التفاوض الأمريكية مع وفدها، وارتفعت المخاطر على المدنيين في غزة، وأشار المحلل عماد الدين حسين إلى أن أي تهدئة الآن قد تثبت واقع الاحتلال، بينما أي تصعيد ميداني سيزيد الضغط على الحركة والوسطاء.
الموقف الأميركي ورد الفعل الدولي
رغم أن بيان البيت الأبيض حمل إدانة مبطنة للهجوم، أقر بأن القضاء على حماس هدف "مشروع"، ويعكس ذلك سياسة واشنطن المزدوجة التي تمارس ضغوطًا سياسية مع الحفاظ على قواعد التصعيد العسكري، كما حدث سابقًا في تعاملها مع ملفات دولية مشابهة.
معادلة الأطراف الثلاثة بعد الهجوم
قطر: تبحث عن الحفاظ على دورها كوسيط لكنها تواجه معضلة سياسية وأمنية بعد الضربة.
إسرائيل: تسعى لإبعاد الوسطاء وفرض حل أمني بحت يضمن السيطرة دون تحمل الكلفة.
حماس: عالقة بين الضغوط الميدانية ورغبة في التفاوض لكسب مكاسب سياسية ومنع تصفية وجودها.
فرص استئناف التهدئة في غزة
يبدو أن فرص التهدئة بعد هجوم الدوحة أضعف مما كانت قبل الحادث، نظراً لتقليل الدور السياسي للوساطة، وازدياد الحذر القطري، وضغوط الميدان على حماس، وتظل الحاجة الإنسانية لإيقاف نزيف الدم في غزة مطلبًا عاجلاً، يتطلب من الأطراف العربية إعادة التموضع بقوة أكبر للتوازن بين الضغوط الأميركية والإسرائيلية وبين المسار التفاوضي.