جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي تدين بالإجماع الهجوم الإسرائيلي على قطر

في تطور دبلوماسي لافت، شهدت أروقة مجلس الأمن الدولي مساء الخميس جلسة طارئة خُصصت لمناقشة تداعيات القصف الإسرائيلي الذي طال العاصمة القطرية الدوحة، وسط إدانات واسعة من الدول الأعضاء ومواقف متباينة بشأن سبل الرد.
الجلسة، التي عُقدت في نيويورك، حضرها رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى جانب ممثلين عن الدول الأعضاء، وشهدت مداخلات حادة وصريحة من عدد من المندوبين الذين اعتبروا أن الهجوم الإسرائيلي شكّل ضربة مباشرة لجهود الوساطة الإقليمية، لا سيما تلك التي تقودها قطر لإنهاء الحرب في غزة.
وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، روزماري ديكارلو، وصفت القصف بأنه "انتهاك لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة"، مشيرة إلى أن الضربة استهدفت اجتماعًا كان يناقش مقترحًا أميركيًا لوقف إطلاق النار، ما اعتبرته تصعيدًا مقلقًا في توقيت حساس.
المندوبة البريطانية باربرا ودوورد شددت على تضامن بلادها الكامل مع قطر، ووصفت الهجوم بأنه "انتهاك صارخ" ينذر بمزيد من التوتر في المنطقة، مؤكدة أن قطر لطالما لعبت دورًا محوريًا في جهود السلام.
من جهتها، عبّرت القائمة بأعمال المندوبة الأميركية، دوروثي شيا، عن قلق واشنطن من تداعيات الهجوم، مشيرة إلى أن الرئيس دونالد ترامب أبلغ القيادة القطرية أن مثل هذا الاعتداء "لن يتكرر"، معتبرًا أن الحادثة رغم ألمها قد تفتح نافذة جديدة للسلام.
المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا أشار إلى أن القصف وقع على بعد أمتار من مقر البعثة الروسية، واعتبر أن استهداف وسطاء السلام يمثل "سابقة خطيرة" في سلوك إسرائيل العسكري.
مواقف مماثلة صدرت عن مندوبي الدنمارك وسلوفينيا وبنما وسيراليون، الذين أجمعوا على أن الاعتداء الإسرائيلي لم يكن موجّهًا فقط ضد قطر، بل ضد الدبلوماسية الإقليمية برمتها.
المندوب الجزائري عمار بن جامع وصف الهجوم بأنه "عمل غير قانوني" يستهدف وسيطًا فاعلًا في جهود التهدئة، داعيًا المجلس إلى اتخاذ إجراءات رادعة بحق المعتدين، فيما اعتبر المندوب الباكستاني أن ما جرى يؤسس لسابقة دولية تهدد أمن المنطقة.
وفي ختام الجلسة، تبنّى أعضاء المجلس بيانًا صحفيًا بالإجماع، أعربوا فيه عن أسفهم لسقوط ضحايا مدنيين، وأكدوا دعمهم الكامل لسيادة قطر ودورها في الوساطة، دون أن يذكر البيان إسرائيل بالاسم.
الهجوم، الذي استهدف مقرات سكنية لقيادات من حركة حماس في الدوحة، أسفر عن مقتل خمسة فلسطينيين وعنصر من الأمن الداخلي القطري، وأثار موجة تنديد عربية ودولية واسعة، وسط تساؤلات متزايدة حول مستقبل الوساطة الإقليمية في ظل التصعيد الإسرائيلي.
216.73.216.105