• الرئيسية
• المشهد الاقتصادي

أعاد اللواء الدكتور سمير فرج، الخبير العسكري والاستراتيجي، طرح فكرة تشكيل قوة عربية مشتركة بقيادة مصر، في تصريحات مثيرة جاءت عقب التصعيد الإسرائيلي الأخير داخل الأراضي القطرية. فرج أكد أن الظروف الحالية تُحتّم على الدول العربية التحرك الجماعي لحماية الأمن القومي العربي، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك القدرة والشرعية لقيادة هذا التشكيل.

216.73.216.105

وقال فرج إن هذه القوة ليست جديدة، بل سبق أن طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2015، لكنها لم تُفعّل حينها بسبب تباين المواقف السياسية بين الدول العربية.

مصر في قلب القيادة

وفقًا للتصور الذي عرضه فرج، فإن القوة العربية المشتركة ستضم تشكيلات من مختلف الأسلحة، بقيادة مركزية مصرية، على أن تشارك مصر بفرقة قوامها لا يقل عن 20 ألف جندي، وهو ما يُعد الأكبر بين الدول المشاركة. كما أشار إلى أن السعودية ستكون نائبًا في القيادة، إلى جانب مجلس عسكري من الدول الأعضاء.

هذه القوة ستكون جاهزة للتحرك الفوري في حال تعرض أي دولة عربية لعدوان خارجي أو تهديد إرهابي، ما يُعيد الاعتبار لاتفاقية الدفاع العربي المشترك التي بقيت حبرًا على ورق لعقود.

الحلم والواقع

سياسيًا، يُعد هذا الطرح اختبارًا حقيقيًا لمدى القدرة على تجاوز الخلافات العربية، وتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات الإقليمية. فالتصعيد الإسرائيلي الأخير، سواء في غزة أو داخل قطر، كشف هشاشة المواقف الفردية، وأعاد التأكيد على أهمية التحرك الجماعي.

فرج شدد على أن إسرائيل تدرك جيدًا قوة الردع المصرية، وأن ما حدث في قطر "مستحيل أن يتكرر داخل مصر"، في إشارة إلى جاهزية القاهرة للرد على أي محاولة لاختراق سيادتها أو تهديد أمنها القومي.

العقبات المحتملة

• اختلاف الأولويات السياسية بين الدول العربية.

• غياب الثقة بين بعض الأنظمة.

• الحاجة إلى تمويل ضخم وهيكل قانوني واضح.

• الخوف من تسييس القوة أو استخدامها خارج أهدافها المعلنة.

ومع ذلك، فإن توقيت إعادة طرح المبادرة يُعد مثاليًا، خاصة مع اقتراب القمة العربية الإسلامية الطارئة في قطر، والتي قد تشهد نقاشًا جادًا حول تفعيل هذا المشروع.

تصريحات اللواء سمير فرج حول تشكيل قوة عربية بقيادة مصر ليست مجرد رؤية عسكرية، بل تعكس تحولًا في التفكير الاستراتيجي العربي، من ردود الفعل الفردية إلى التحرك الجماعي المنظم. وبين التهديدات الإقليمية المتصاعدة، والفرصة التاريخية لتوحيد الصفوف، يبقى السؤال: هل نشهد ولادة "ناتو عربي" حقيقي؟ أم أن الفكرة ستظل حبيسة التصريحات؟

أقراأيضا:سمير فرج: ما حدث في قطر مستحيل أن يتكرر داخل مصر | المشهد اليمني