رائد أعمال مصري يرفض 25 مليون دولار ويعلق: ”ينعل أبو الفلوس لو حرام”.. فما القصة
أثار رائد الأعمال المصري محمد أبو النجا جدلاً وإعجاباً واسعاً بعد ظهوره الأخير في بودكاست اقتصادي عبر قناة CNN الاقتصادية، حين كشف عن تفاصيل مدهشة من رحلته المهنية، مؤكدًا أنه رفض صفقة قيمتها 25 مليون دولار لأنها لم تكن حلالاً، وقال أبو النجا عبارته الشهيرة التي تحولت إلى حديث الجمهور: "ينعل أبو الفلوس لو حرام".
ويُعد أبو النجا من أبرز رواد الأعمال العرب الذين نجحوا في بناء مشروعات تكنولوجية مؤثرة خلال السنوات الأخيرة، جامعاً بين التجربة الواقعية والإيمان بالمبادئ الأخلاقية في إدارة المال والاستثمار.
مشوار مليء بالتجارب والدروس
بدأ محمد أبو النجا مسيرته من الصفر، حيث عمل في أكثر من خمسين وظيفة متنوعة، من بيع السيارات والمطاعم وحتى مجالات التكنولوجيا، قبل أن يؤسس شركاته الخاصة، ويؤمن أبو النجا بأن التجربة هي المدرسة الحقيقية، وأن طريق النجاح لا يأتي عبر المخططات النظرية بل من خوض التحديات والتعلم من الأخطاء.
ويقول إن الموهبة وحدها لا تكفي، بل يجب أن تجد المكان المناسب لتزدهر، تماماً كما يحتاج المحرك إلى التناسق بين "الدبرياج والبنزين" حتى ينطلق بسلاسة.
فلسفة في الاستثمار والمال
يرى أبو النجا أن أهم قاعدة في الاستثمار هي التوقيت، مشيراً إلى أن الدخول والخروج من السوق في اللحظة المناسبة قد يصنع الفارق بين النجاح والفشل.
ويكشف أنه يستثمر نحو 99% من أمواله في التكنولوجيا رغم معرفته بالمخاطر، قائلاً إن هذا المجال هو شغفه الأول، كما يؤكد أن الذهب يظل الملاذ الآمن لأنه أصل محدود القيمة، مشيراً إلى أن جرام الذهب كان بجنيه في الستينات وأصبح اليوم بآلاف الجنيهات.
قناعات مالية غير تقليدية
من أبرز أفكار محمد أبو النجا التي أثارت إعجاب المتابعين هي قناعته بأن رائد الأعمال الناجح يجب أن يكون زيرو كاش، أي لا يحتفظ بأموال سائلة، بل يضخها في استثمارات منتجة، ويضيف أن الشركة ليست كابنته، بل مشروع اقتصادي إما يحقق أرباحاً أو يُغلق، كما شدد على أهمية وضع خطة خروج واضحة منذ البداية لتحقيق التوازن المالي.
ويرى أبو النجا أن النجاح الحقيقي لا يتحقق إلا مع فريق عمل موهوب، داعياً رواد الأعمال إلى توظيف من هم أكثر كفاءة منهم، حتى لو أدى ذلك إلى فقدان المناصب.
المال الحلال فوق كل شيء
أكثر ما لفت الانتباه في حوار محمد أبو النجا كان حديثه عن الأخلاق في عالم المال، إذ أكد أنه تعرض للسرقة من أكثر من 15 شخصاً، بينهم صديق مقرّب استولى على 1.3 مليون دولار، لكنه اختار أن يسامحه.
وأشار إلى أن المال الحلال لا يتعارض مع الدين، بل هو أساس البركة والاستمرار. لذلك رفض صفقة ضخمة قيمتها 25 مليون دولار لأنها لم تكن متوافقة مع مبادئه، وقال بوضوح: "الفلوس اللي تضر الناس مش رزق، والرزق الحلال هو اللي يبقى".
نظرة مستقبلية للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
اختتم محمد أبو النجا حديثه بالتأكيد على أن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يعيشان اليوم مرحلة "الوهم الجميل"، موضحاً أن العالم يشهد تحولاً رقمياً هائلاً، لكن نتائجه الحقيقية لم تظهر بعد.
ونصح الشباب الذين يمتلكون رأس مال بسيطاً بتوزيع أموالهم بين الذهب، والتكنولوجيا، والإنفاق على الأسرة، مشدداً على أهمية التوازن بين الطموح المهني والحياة الشخصية.
رحلة محمد أبو النجا تمثل نموذجاً لرائد أعمال جمع بين الطموح والضمير، وبين الذكاء التجاري والإيمان بالقيم فقد أثبت أن النجاح الحقيقي لا يُقاس بالأرقام فقط، بل بالقدرة على قول "لا" حين يكون المال على حساب المبادئ.













