الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 12:17 مـ 24 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

استقالة مساعد رئيس وزراء بريطانيا تفجّر أزمة جديدة تهدد حكومة كير ستارمر

الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 01:15 مـ 24 ربيع أول 1447 هـ
استقالة مساعد رئيس وزراء بريطانيا
استقالة مساعد رئيس وزراء بريطانيا

شهدت الساحة السياسية البريطانية تطورًا دراماتيكيًا جديدًا بعد إعلان بول أوفندن، المدير الاستراتيجي لرئيس الوزراء كير ستارمر في داونينج ستريت، استقالته المفاجئة على خلفية تسريب رسائل جنسية مسيئة بحق النائبة المخضرمة ديان أبوت.

استقالة تهز داونينج ستريت

216.73.216.105

الاستقالة التي كشفتها صحيفة الجارديان جاءت لتفتح فصلًا جديدًا من الأزمات داخل حكومة حزب العمال، التي تعاني أصلًا من اضطرابات متلاحقة منذ وصولها إلى السلطة.

سلسلة استقالات تضرب حكومة ستارمر

رحيل أوفندن لم يكن الحدث الأول من نوعه خلال الأسابيع الأخيرة، إذ سبقه خروج شخصيات بارزة من الدائرة المقربة لستارمر، أبرزهم:

  • اللورد بيتر ماندلسون: الذي أُقيل من منصبه كسفير لبريطانيا في واشنطن بسبب ارتباطه بفضيحة جيفري إبستين، المتهم في قضايا استغلال جنسي للقُصر.
  • أنجيلا راينر: نائبة ستارمر السابقة، التي غادرت وسط خلافات داخلية.

وبذلك يرتفع عدد المستقيلين أو المقالين من الحلقة الضيقة المحيطة برئيس الوزراء إلى ثلاثة أسماء كبيرة في غضون أسبوعين فقط، وهو ما اعتبرته المعارضة دليلاً على "تفكك الحكومة من الداخل".

انتقادات حول صلة ماندلسون بإبستين

الأزمة لم تتوقف عند استقالة أوفندن، بل زادت تعقيدًا بعد أن وُجّهت لستارمر اتهامات مباشرة بالتغطية على علاقة ماندلسون بجيفري إبستين، إذ أشارت صحيفة ديلي ميل البريطانية إلى أن ستارمر كان على علم بإقامة ماندلسون في منزل إبستين أثناء فترة سجنه، بل واطّلع لاحقًا على رسائل إلكترونية تثبت طلب ماندلسون مساعدة إبستين للإفراج المبكر عنه، ورغم ذلك، دافع ستارمر عن ماندلسون في البرلمان، مبررًا موقفه بأنه "لم يكن يعرف تفاصيل الرسائل في ذلك الوقت".

المحافظون يصعّدون الهجوم

زعيمة حزب المحافظين كيمي بادنوك استغلت هذه الأزمات لتوجيه هجوم مباشر على رئيس الوزراء، متهمة إياه بـ"إخفاء الحقائق والتهرب من المساءلة"، وطالبت بادنوك بالكشف عن ما يعرف بـ"ملفات ماندلسون"، مؤكدة أن الحكومة فقدت مصداقيتها بعد سلسلة من الفضائح، بدءًا من استقالة وزيرة الإسكان بسبب تهرب ضريبي، مرورًا بإقالة السفير بسبب صلاته بمرتكب جرائم جنسية، وصولًا إلى استقالة أوفندن بسبب رسائل غير لائقة.

قلق متصاعد داخل حزب العمال

الانتقادات لم تقتصر على صفوف المعارضة، بل امتدت إلى داخل حزب العمال نفسه، وحذر نواب بارزون من أن ستارمر يواجه اختبارًا صعبًا في الحفاظ على موقعه، مشيرين إلى أن أمامه "أشهرًا قليلة فقط" قبل انتخابات المجالس المحلية المقررة في مايو المقبل لإثبات قدرته على القيادة، وبعض الأصوات داخل الحزب لم تستبعد إمكانية الإطاحة به إذا استمرت الانقسامات الداخلية والنتائج الانتخابية السلبية.

محاولة للتركيز على الإنجاز

في مواجهة هذا الوضع المضطرب، حاول كير ستارمر إعادة إطلاق حكومته تحت شعار "التركيز على الإنجاز" عبر طرح برامج اقتصادية وخطط تنموية جديدة، لكن مراقبين سياسيين يرون أن الأزمات المتلاحقة تقوّض أي محاولة للتفرغ للعمل الحكومي، وتضع رئيس الوزراء في موقف دفاعي دائم أمام الإعلام والمعارضة وحتى داخل حزبه.

المشهد الأخير

تكشف استقالة بول أوفندن حجم التصدعات داخل حكومة كير ستارمر، التي تواجه ضغوطًا متزايدة من الداخل والخارج على حد سواء، وبينما يسعى رئيس الوزراء لإظهار نفسه كقائد قادر على إدارة الأزمات، فإن تكرار الفضائح والاستقالات يجعل مستقبله السياسي على المحك، ومع اقتراب الانتخابات المحلية، قد تحدد الأشهر المقبلة مصير حكومة حزب العمال بالكامل، في ظل تساؤلات متزايدة: هل يتمكن ستارمر من إنقاذ منصبه، أم أن العاصفة السياسية ستطيح به مبكرًا؟.